ووقعت الحرب ، وقتل كثير من الملاحدة ، وانضم من هناك إلى علاء الدولة" على" وحصل على مساعدته ، حيث كانت عليه آلاء نعمة" حسام الدولة" وكان قد لجأ إليه عدة مرات وسار فى ركابه إلى" أصفهان" وعند ما علم السلطان بالأمر كلف الأمراء والمعارف والملوك بأن يكونوا فى استقباله ، وأنزله فى قصر بالقرب منه وفى الغداة حضر إليه وعانق" الإصفهبد" وقبله وأجلسه ، على يمينه وسأله عن أحوال والده واستماله وفى اليوم التالى ، أخذه إلى ساحة لعب الصولجان ، ثم إلى مجلس الشراب واستحسن كل أفعاله وأقواله وفى اليوم التالى اصطحبه معه فى الصيد وأمره بأن يرمى بحربة فرمى الإصفهبد حربة ، قال السلطان : ما أمنيتك؟ فقال : إننى لم أحضر لتحقيق رغبة ، وإنما حضرت لخدمة السلطان ورضاء لوالدى وحثه معارف البلاط بأن يطلب القرابة مع السلطان ، ولم تكن لديه الشجاعة فى أن يبدى هذه الرغبة خوفا من أخيه ، " نجم الدولة قارن" وقال للسلطان : أن يكون هذا التشريف لأخى الأكبر فهو مليكى ومخدومى ، فأعجب السلطان بذلك وأمر بعقد قران أخته على" نجم الدولة قارن" بحضور" الإصفهبد علاء الدولة" وأعاده مشرفا إلى نفس المكان الذى كان به وعند ما وصل إلى مشارف آمل قادما عن طريق لارجان كان فى استقباله الأمير حسن بن محمد حسنان إلى آمل والذى كان يلقب «ببهاء الدولة» ومعه جميع قضاة وسادات وأعيان المدينة ونثروا الذهب والخلع ، وركن" علاء الدولة" للراحة عشرة أيام فى آمل إلى أن بلغ الخبر إلى شهريار كوه فمضى معارف" شهريار كوه" إلى آمل وهنوه بمقدمه وساروا فى ركابه إلى" سارى" وعاد" الإصفهبد" لخدمة والده فلما شاهده والده تقدم بالشكر والمنة لله وسأله عن أحواله وعند ما انتهوا كلفه بأن يذهب إلى أخيه قارن ، ويقوم بخدمته ، فنهض لتنفيذ أمر أبيه ومضى إلى بوابة قصر أخيه ولكن أخاه قارن لم يستقبله فأقام فترة فى بلاط أخيه ثم عاد لأبيه وبعث برسالة إلى أخيه لقد جئت إليك بأمر والدى ومرضاة له وطالما أنك لا تقابلنى فلن أحضر إليك بعد الآن ، وعند ما علم والدهما بهذا الأمر تطير وأرسل إلى" قارن" يستدعيه ولامه ، فخرج قارن من بلاط أبيه وأظهر العداء لأخيه وقام بتجهيز وإعداد نفسه ، وطلب السماح من والده وخرج إلى طريق" ويمه" وكان السلطان فى" بغداد" فاتجه إليه وكان هو ذاته رجلا لا يوجد فارس فى عهده مثله فى الرجولة فلما وصل إلى بغداد استقبله السلطان وحضر العرب والعجم للقائد ومشاهدته وحين كان يأخذ الكرة بصولجان فى الميدان لم يكن أحد من