ملازما للخدمة فأعطاه السلطان بياروجومند فاتجه إلى إقطاعيته فوجد رقعة تلك الولاية ومساحتها أضيق من أن تناسب عظم شرفه وعلو همته فلم يقنع بها واضطربت نفسه فى هذا الإحباط والقنوط إلى أن قاموا بخداعه فى الرى واستدرجوه إليهم بشراك المكر وقيدوه فى حبال الأسر ، وأرسلوه إلى قلعة إستوناوند وقام شمس المعالى بالاستيلاء على قلاع تلك المناطق وأخضعها جميعا لسلطانه وسلمها إلى أعوأنه وأسلك بنواحى تلك المناطق فى قبضة ، وآنذاك قام الإصفهبد شهريار بإثارة التمرد والعصيان ، واغتر بكثرة جنده ووفرة ماله وجمع جيشا جرارا ، فأرسلوا من الرى رستم مرزبان على رأس صناديد الديلم لقتاله ، وكان ضمن هذا الجيش بيستون بن تيجاسف والذى كان قد اعتقل قبل ذلك بتهمة موالاته لقابوس فهزموا الإصفهبد وأسروه ، ونادى رستم بن مرزبان باسم قابوس ، وللخوف المستقر فى قلبه من أهل الرى قرر خطبة هذه المنطقة باسم شمس المعالى ، وسجل أحواله فى الطاعة وصدق التناصح مع قابوس ، وانشرح صدر بيستون بهذا الوضع وقرت عيناه وسعد بعودته إلى الوطن وإلى أهله ومسكنه ووصوله إلى خدمة ولى نعمته ، وتم دمج مملكة جيلان بأسرها مع ولاية جرجان وطبرستان فأسند شمس المعالى ولاية جيلان إلى ابنه منوجهر ، وبعد ذلك استخلص منطقة رويان وشالوس ونواحى إستندارية كلية ، وتحلى شمس المعالى بالعدل والإحسان والأمن والأمان وبالكفاءة وحسن الولاية ، وانشغل مع السلطان بتأسيس بنيان المودة وتأكيد أسباب المحبة ، وبعث الرسل لتمهيد علاقات الولاء ، ودعم وضعه بالاهتمام بالدولة وحماية عزة السلطان ، وبعث الكثير من التحف والهدايا حتى استحكمت عقدة الألفة والعصمة ، وترابطت عوامل الاتفاق والصداقة على الدوام ، ودخلت فى طاعته جرجان وطبرستان وبلاد الديلم حتى ساحل البحر ، فخضعت لأمره وحله وعقده ، وكان شمس المعالى قابوس فى عصره يتميز بصفة خاصة من بين ملوك الأطراف وأكابر أقطار العالم ، وذلك بشرف نسبه ومكارم أخلاقه ووفور عقله ومحاسن شيمه وكمال فضله وجلال قدره ، وكان مستقيما على منهاج الحكمة ورأى الدين المستقيم ، كما كان مبرء من الالتفات إلى أنواع المعازف والملاهى ،