فاحش بين أهالى فريم بسبب تردد الجيوش وتخلف نصر لهذا السبب عن رستم وانفصل عنه فلما وجد الإصفهبد شهريار رستم قد بقى محروما من مدد ومعاونة نصر قام بالهجوم عليه وأخرجه من الولاية ، فوصل إلى الرى يجر أذيال الهزيمة والحسرة ولم يستقر الأمر للإصفهبد شهريار فى ولايته.
تحالف مجد الدولة وقابوس وإخراج نصر من قومش
وبعد ذلك تصالح مجد الدولة مع شمس المعالى واتفقوا على أن يتخلصوا من نصر وكان نصر بن الحسن يتصف بالظلم على الرغم من نسبه الكريم وعراقة أسرته وكثرت عثاره ، وكانت ولايته على طريق الكعبة المشرفة والحرم فكان يثقل كل عام كاهل رفاقه وقوافل الحجيج بمطالبه المجحفة ومعاملاته السيئة حتى ذاعت سمعته السيئة فى ربوع العالم ، ولحقت هذه الوصمة الشنيعة بأهداب شرف نسبه وجماله وكانت دعوات الحجاج ولعنات المظلومين ذات أثر فى اضطراب أموره واجتماع أسباب خذلانه وتنكيس راية دولته ، إلى أن فكر شمس المعالى ومجد الدولة فى الإيقاع به والإمساك به وليهدأ بالهما من جهته فعلم نصر بهذا الأمر وارتاب فى أمرهما ، وآنذاك جاء خبر بأن أرسلان هندوبجه وإلى قوهستان والذى كان أحد أمراء وقادة السلطان قد أغار على أبى القاسم السيمجور وطرده إلى ولاية جنابد فمضى إليه نصر وطلب مؤازرته وحرضه على أن يتجه إلى الرى وأغراه على مخاصمة ومحاربة مجد الدولة ، وانخدع أبو القاسم بهذا المكر والخداع وترك نفسه لعبة فى يد نصر يحركها كيفما يشاء وجاء إلى خوار وقابله من الرى جيش جرار وحال بينه وبين تحقيق هدفه سد منيع من أبطال الخدم وأشبال الجند الذين تصدوا له فلما رأى قوة هؤلاء الأسود وسطوة هؤلاء البواسل عض على أنامله من الندم وعاد خائبا مهزوما وخجلا ونادما كما بعث قابوس أيضا بمدد من عفاريت الأكراد وشياطين الأنجاد فطردوه من تلك الحدود ، فلما أحاط به اليأس من كل جانب وضاقت عليه الأرض بما رحبت وطن العزم على الدخول فى طاعة السلطان يمين الدولة محمود وقرر الاعتصام بحبلة المتين ، واتجه إلى بلاطه ووصل حال أبى القاسم فى خدمة السلطان درجة أن هرب من بلاط وفق ما هو مشروح فى كتاب اليمينى ، وظل نصر فترات طويلة