فى هذا البؤس أنفسهم الشريفة بأكل بلغة ، فكانوا يسدون المجاعة بما كان يتيسر لهم وانتقل الجند من جانب مشهد الداعى بسبب ضيق الحال وقلة الزاد واستقروا بجانب محمد آباد حتى يحصلون على المؤن من جناشك ، وبسبب هطول الأمطار بغزارة عجزوا عن توفير احتياجاتهم من المؤن والزاد وهبت عليهم أعاصير وظلوا عاجزين فى المخاضات والأوحال عن أن يحصلوا على القوت والأعلاف ، وتداعت خيامهم من جراء صواعق الرعد والبرق وعواصف الجنوب والشمال ولما رآهم أتباع قابوس فى تلك الحيرة وفى هذا المأزق الصعب خرجوا من القلعة وحصدوا أجساد هذا الحشد الكبير بسنان سيوفهم من مطلع القلق وحتى مقطع الشفق ورووا الأرض من دماء أكبادهم ومزقوا أصلافهم بمناصل حرابهم حتى صار ألف وثلاثمائة رجل صرعى فى تلك الصحراء ينهشهم النسور والغربان وأسروا إسفهسالار بن إنكيروز وجستان بن أشكلى وأخاه حيور بن سالار ومحمد بن وهسودان وفاز جند الجيل بالغنائم من الجيش الديلمى ، وقام الأمير قابوس بأدائه الشكر لله على هذا الفتح وضاعف من طاعته لله تعالى شاكرا على تيسير هذا الفتح وتوفير المدد له ، فلما عاد أبو على حمويه من هذه الهزيمة إلى قومش كتب رسالة لنصر بن الحسن الفيروزان واستدعاه على عجل ليتدبر الأمر ويزيل عار الهزيمة ويستأنف القتال ويقوم برأب ذلك الصدع الذى حدث ، ولم يقو على البقاء فى توش خوفا من جند قابوس فرحل وتوجه إلى الرى ويحضر نصر إلى سمنان وعند ما وصل إلى أبى على توقف وكتب إلى مجد الدولة وطلب المدد فأرسل إليه ابن بكتكين الحاجب مع ستمائة فارس من الأتراك ووجد نصر المساعدة فأرسل شمس المعالى بارى بن
سعد لقتالهم ثم بعث فى أثره مباشرة الإصفهبد شهريار واتجه بابى ناحية نصر ولم يأخذ بأسباب الحيطة واليقظة إذ وصل إليهم فجأة وكان جند أبى على فى يقظة فتوجهوا إليه ، فلبث بابى فترة مناوشا معهم ولكنه خرج فى النهاية مهزوما وحل الفناء بجنده على يد نصر وأعوأنه ، ولقد دعم هذا الفتح من موقف مجد الدولة تماما فقام بإرسال خاله رستم ابن مرزبان مع ثلاثة ألف رجل لمساعدة أبى على وقام الإصفهبد بإسناد منطقة شهريار كوه لخاله وجاء نصر لاستقبال فى دماوند وقام بمعونته ومؤازرته وحرر ولايته ، وذهب الإصفهبد شهريار إلى سارى ولجأ إلى منوجهر بن شمس المعالى وحدث غلاء