ذكر وشمكير وأحواله مع «ما كان»
عند ما قتل مردأويج كان أخوه وشمكير بن زيار فى الرى فبايعه جند الرى ، ولما استقام له أمر ملك العراق أسل كل من شيرج بن ليلى ولشكرى وأبى القاسم تانجين إلى طبرستان ليطردوا منها ما كان فنزل يوم السبت السادس من رمضان عام ٣٢ (١) وكان بها كلا من أبى بكر بن المظفر وإبراهيم بن فارس فأتيا مع أبى القاسم تانجين إلى جرجان وأخرجوهم جميعا منها ونزلوا إلى نيسابور ، وأمضى شيرج ولشكرى كلاهما بها عاما وجلس أبى القاسم تانجين فى جرجان وقضى بها عاما إلى أن تعثر جواده ذات يوم فى ميدان اللعب بالصولجان فى رمضان عام ٣٢٤ فوقع ومات ، فوضعوه فى تابوت وأحضروه إلى سارى ودفنوه بها وبايع جنده الذين كانوا فى جرجان إبراهيم بن كوشيار ، وقاد الأمير أبو طاهر وشمكير الجيش وجاء إلى آمل ومنها إلى سارى فلما وصل إليها حضر لخدمته من جرجان إبراهيم بن كوشيار فعزله عن ذلك الجيش وأعاده على نفس المرتبة التى كان عليها فندم إبراهيم على أنه جاء من جرجان ولبث وشمكير مدة كبيرة فى سارى حتى قتل أبا على خليفة ولنك ديد اللذين كانا عاملاه على آمل فى المحرم عام ٣٢٥ ه فأرسل إلى نيسابور وتعاهد مع ما كان وأحضره وأسند له جرجان وأعطى جيش طبرستان لأبى داود أسباهى بن آخريار ، وأمره بأن يحارب أبا موسى بن بهرام الذى كان قد خرج عليه فى الديلم وأن يقبض عليه وأن يسترد منه منطقة أليش ، وكاد أبو جعفر محمد بن أحمد بن الناصر لحرب أبى موسى واستمرت الحرب عدة أيام بلياليها ، وفى النهاية هزم أبا موسى وطرده من تلك الولاية وسلم الديلم وجالوس وذلك الجانب من آمل للأمير أبى طاهر أحمد بن سلار ، وكان محمد بن الناصر يحكم فى آمل وكان يجلس مرة فى يومى الاثنين والخميس لقضاء حاجات المسلمين كما كان يجلس يومى الأحد والأربعاء لمناظرة علماء المسلمين ، وكان أبو داود فى سارى وكان يحكم فى تلك الحدود وفى هذا العام جاء سيل إلى سارى فخربها جملة ولم يبق فيها بنيانا قائما فى مكانه ، فمضى أهل سارى جميعا إلى نهاية قوهستان إلى أن أمسك الله تعالى الماء فاستدعى أبو داود الوزراء والعمال وأمرهم بأن لا يظلموا ولا يقيدوا وإذا نما إلى
__________________
(١) المقصود هو ثلاثمائة وثلاثة وعشرين (مترجم).