فقتلوه ، وبعد فترة تخاصمت الجاريتان معا ففشى هذا السر فشنقهما ديكو فى جالوس وجاء حسن الفيروزان إلى آمل وخرج أبو على بن أصفهان وأبو موسى اللذان كانا من أصحاب ما كان ، وتجمع الناس من حولهما فطردوا حسن الفيروزان من الولاية ونزل إلى الديلم ومضى أسفار من الرى إلى قزوين وذلك لأن أهل قزوين قاموا بهذه الخيانة لدرجة أن الناس تركوا منازلهم وتفرقوا فى أنحاء العالم وقاموا بإشعال النيران فى أسواق وبيوت قزوين ، ولم يترك شيئا لمخلوق قط فى تلك الولاية وقد تغير عليه خلال مدة إقامته هذه فى قزوين مردأويج بن زيار وأخذ البيعة من فروداديد هذه فى قزوين من حوله الجميع فركب إلى" بازنكان" التى كانت إقطاعا له وبها أعد لوازم الجيش وأغار فجأة على قزوين ليقتل أسفار فهرب منه أسفار ومضى إلى الرى مع خواص ، ولم يستطع البقاء فى الرى فحضر إلى قوش وكان بها" أبو العباس بن أبى كاليجار" فانضم إليه ونزل إلى طبس عن طريق" قوهستان" ، وكان ما كان فى خراسان فعلم بالأمر فأغار عليه فهرب من قبضة ما كان فى تلك الحدود حتى ألقى بنفسه فى قلعة" ألموت" حيث كانت مقرا لصديقه ، وعلم مردأويج بالخبر فكمن جيشه فى الجوانب الأربعة من الصحراء فأمسكوا بأسفار فى طالقان وأطاحوا برأسه وكان هذا كله فى عام ٣١٩ ه (١) وعند ما فرغ مردأويج من أمر أسفار قتل جميع أهل" الورودادية" بحيث لم يبق أحد من جيشه ، وبعد ذلك قتل أيضا أحمد بن رسول وأبا العباس العصارى وجلس فى الرى فارغ البال ، وجاء ما كان من خراسان إلى جرجان وأرسل مردأويج إلى جيلان وأحضر أبا جعفر الناصر إلى الرى عن طريق قزوين ، وكان فى خدمته وأمسك «ما كان» بأبى الفضل شاردا ، الذى كان قريب مطرف وطلب منه المال بالقهر والتعذيب فحث مطرف مردأويج على أن يمضى إلى طبرستان ، ووقف ما كان على هذا الأمر فجاء إلى آمل فسير مردأويج الناصر إلى طريق دولاه رود وقتل الناصر كثيرا من الخلائق وعاد مردأويج من دنباوند ومضى إلى الرى ، وفى هذا التاريخ كان أبناء بويه قد استولوا على ملك فارس وكرمان وسيطروا على تلك الحدود ومضى مردأويج إلى أصفهان ليتدارك تلك الأمور ودخل ذات يوم الحمام فقطعوه إربا.
__________________
(١) أثبت ابن الأثير أن قتل أسفار كان فى عام ٣١٦ خلافا لما أتى به ابن إسفنديار (المترجم).