نحو منزل أحد الدراويش وطلب الأمان فأخفاه ذلك الدرويش تحت أغصان التوت ، فوصل المشاة إلى هناك فى طلبه وهددوا الدرويش فلم يدلهم عليه فلما خرجوا أخرجه وأنزله بمكان (آخر) وضمد جراحه وعالجه بالمراهم إلى أن استرد قوته فذهب إلى قوهستان سارى ولبث بها مكان هذا الرجل الدرويش الذى يدعى كيان بوج فلما وصل إلى الحكم إلى ما كان بذل فى حقه نعم كثيرة وجعل قبيلته عظيمة وجاء أبو على الناصر إلى آمل واستقر له ملك طبرستان وكان ملكا سياسيا ومطاعا وذا عظمة ووقار وكان له فى قلوب الخاص والعوام هيبة واحترام ولم يستمر وقت طويل حتى تعثر جواده فى ميدان اللعب بالصولجان فأخرجوه ميتا من تحت الجواد.
ولاية السيد أبى جعفر
لما علموا بمصيبته بايعوا أخاه أبا جعفر ، فعين لوزارته أبا الحسن بن أبى يوسف فلم يكن يثق فى أهل آمل ولم يعتن بالجيش ، وكان يحيف على الرعية ويظلمهم إلى أن ثار ذات يوم عوام المدينة فقتل الكثير من كلا الطرفين إلى أن توسط العظماء وقتل قائد تلك الفتنة والتزم أبو الحسن بن أبى يوسف بالصبر مدة ، ولم يبد شيئا قط إلى أن انقضت عدة أيام ويوم الجمعة حيث تجمع الناس فى الجامع فأنزل بالجند على جميع البوابات وهم مدججين بالسلاح فكانوا يقتلون كل من يخرج من الجامع وبلغ الأمر حدا أنهم قتلوا عددا من أهل الصلاح والورع فى ساحة الجامع فقام أهل كل حى بإغلاق البوابات والأبواب ولم يترك الجند أهل الجيل والديلم فى الأحياء ، وبلغ الأمر حدا أن لا يقوى مخلوق قط على السير بمفرده وإذا ظفروا بواحد منهم بمفرده كانوا يقتلونه وبعد صلاة العصر لم يتمكنوا من الإقامة فى المدينة وكانوا قد أقاموا المعسكر خارجها وظلوا مستيقظين طوال الليل.
عودة الداعى وأحوال اتفاق ما كان منه
وكان ما كان بن كاكى فى قوهستان وكان يرسل برسائل متعاقبين إلى الداعى بأن تخرج وتأتى لأربط حزام طاعتك فى وسطى وأخلص فى موالاتك ومؤازرتك ، فلم يرد الداعى على رسائله ولم يلتفت إليه ولم يجبه إلى أن تجمع مع ما كان خمسمائة رجل فنزل فى أعلى ناتل فى موضع مازال يعرف حتى الآن بمعسكر ما كان فلما