وصل الخبر إلى السيد أبى جعفر مضى من آمل إلى ناتل وأقام معسكره فى مواجهة ما كان فكتب أهل آمل مثل السيد أبو جعفر مانكديم وأبو عبد الله محمد بن الحسن ورئيس آمل أبو جعفر محمد بن على بن أبى الحسين بن على الفقيه وعباس بن قابوسان إلى ما كان بالأحداث وأننا قادمون لمددك ، فأجابهم ما كان لا تخرجوا من المدينة ولا تتركوها خاوية ولا تغتروا بمساعدة العوام إذ أن المهام العسكرية لا تتحقق بالعوام وينزل بكم الأذى ، فلم يسمعوا لكلام ما كان قط ولم يبالوا برسالته وجاءوا من آمل إلى بايدشت بعدد كبير من العوام ونزل كل قوم وفوج بطرف من الأطراف بدون تجهيز ومؤن ، فلما علم السيد أبو جعفر بهذا الأمر اختار ألف ومائتى رجل وأرسلهم ليغيروا على سكان مدينة آمل فلما شاهدهم عامة الجيش توجهوا دون دراية ورؤية فقام فرسان أبى جعفر بسحبهم رويدا إلى صحراء بايدشت وقاموا بالإغارة عليهم جميعا مرة واحدة فأسقطوا كل من كان فارسا منهم من على ظهر جواده ، وهرب المشاة فكانوا يتعقبونهم ويقتلونهم حتى آمل وفى اليوم التالى جاء أبو جعفر الناصر إلى آمل وجمع أبو الحسن الوزير أموالا طائلة من أهل آمل فاقت الحد ، فأرسل ما كان مرة أخرى برسول ورسالة إلى الداعى يحرضه على الخروج فلم يجبه الداعى أيضا ، وحدث أن اقترف أسفار بن شرويه ومطرف الذى كان وزيره مظالم كثيرة لا تليق مع أهل الولاية وصادر الأموال وفعل ما لا يطاق ، ولما لم يعد لشخص شىء مضى إلى جرجان وأعلن خلع طاعته لأبى جعفر ، فأرسل إلى سارى عوضا عنه على بن خورشيد وبعد شهر جاء أسفار من جرجان وتحارب معه وكان على بن خورشيد مريضا فتغلب عليه أسفار واستولى على المدينة وأسره وقيده بالأغلال وأجلسه برباط حسن بن بهرام وجلس هو على الحكم فى سارى وبعث برسول إلى السيد أبى جعفر.
ولاية الداعى
فما إن كثر أتباع ما كان حتى توجه لحرب السيد أبى جعفر فلما وصل إلى قرب آمل هرب منه السيد ومضى إلى ونداد هرمزد كوه ودخل ما كان آمل وأرسل فى