تحرّك الحسن بن القاسم إلى جرجان ومحاربته للأتراك وحصاره ونهاية أمر الناصر الكبير
عندما قصد الحسن بن القاسم جرجان أمر السيد الناصر ابنه أبا القاسم جعفر أن يذهب إلى مدده فى جرجان وتميشه ، وكان أبو القاسم جافا معه كما كان خصما له ، ولكن لا حيلة من الامتثال لأمر والده ، فحضر إليه ، وكل موضع كان يتركه الحسن كان هو ينزل به ، وكان يكتب إلى والده من كل موضع بأن هذا الرجل يضمر لك العداوة فى قلبه ، فلما وصل إلى حدود جرجان تقدم الأتراك لقتاله فتخلى عنه أبو القاسم ورجع ، فلم يقدر الحسن بن القاسم على الوقوف أمام الأتراك ، فمضى إلى قلعة كجين على حدود إستراباد ، وكانت هذه القلعة عامرة منذ عهد شابور ذى الأكتاف إلى عهد الملك أردشير بن الحسن رحمه الله ، وفى عهد سيد العالم السلطان الشهيد تكش بن آيل أرسلان أمر الملك أردشير بهدمها حتى لا تقع فى أيدى أتباعه ، وقد لبث الحسن بن القاسم بها طوال الشتاء ففقد الكثير من رجاله أطرافهم نتيجة شدة البرودة ، وكان الأتراك قد جلسوا لحصاره أسفل القلعة حتى أصبح الأمر عسيرا عليه ، ونفذت طاقته ، فخرج من القلعة مع عدة أشخاص ، هجم على معسكر الأتراك ومزق عدة أشخاص بسيفه إربا ، فما إن شاهدوا ضربات سيفه حتى أخلوا له الطريق ، فنزل سالما إلى آمل ، وذهب من هناك إلى جيلان ، أما الناصر الكبير فقد هجر الملك وعاش مع الخلائق بشريعة الحياة ، فكانوا يأتون إليه من أطراف العالم للاستفادة منه ، وكانوا يقتبسون منه فنون العلوم من فقه وأحاديث وفكر وشعر وأدب ، فكان سيدا عزيز النفع ، وقد انتقل إلى جوار رحمة الحق فى الخامس والعشرين من شهر شعبان عام ٣٠٤
ولاية الحسن بن القاسم وخصومة أبناء الناصر معه
أرسل الناصر الكبير بابنه أبى الحسين أحمد إلى جيلان ليحضر الحسن بن القاسم بن الحسن بن على بن عبد الرحمن المعروف بشجرى بن القاسم بن الحسن