نعمه وتكريمه وألطافه وفى آخر الأمر قدم مازيار الحجج والاعتذار بأن قال إننى مشغول بالغزو وسوف أجهز للحضور إلى البلاط على أثركما ، وبعث برفقتهما قاضى آمل وقاضى رويان فلما وصلوا إلى بغداد وتيسر لهما لقاء الخليفة سألها عن أحوال طاعة وسيرة مازيار فأخبراه كذبا وعندما خرجا كلاهما ومضى قاضى رويان إلى المنزل وظل قاضى آمل فى البلاط إلى أن مضى يحيى بن أكثم من لدى الخليفة إلى البلاط ، فاقترب منه وقال له إن أمير المؤمنين سأل على رؤوس الأشهاد وعامة الناس عن خبر مازيار ، ولما كان المقربون فى الحضرة والملازمين السدة هم أصدقائه ومن يخبرونه فلم أستطع أن أعرض الحقيقة كما إننى لم أشأ ولم أقبل أن أغادر البلاط دون أن اعرض حقيقة ما عليه مازيار ، وإننى أبلغك أنه قد تمرد كما ربط على وسطه زنار الزراد شتيين وأنه يستخف بالمسلمين ويجور عليهم وبالتأكيد لن يأتى إلى هذه الأعتاب بأى وسيلة مهما تكن فقال يحيى بن أكثم للقاضى كيف لك وأنت نائب الشرع والقاضى أن تقول الكذب لأمير المؤمنين وإذا علم بأنك تكذب ألا يستوجب كذبك عليه أن يعزلك ونهض من مكانه هذا ودخل من نفس المقام وأوصل حديث القاضى إلى المأمون وخرج واصطحب القاضى فى خلوة لدى المأمون ليعرض الأمر وكان المأمون قد أعد الأمر قاصدا الروم ووقف فى الطريق وقال للقاضى ترتيب الأمر إلى حين عودتى فإن هذه المهمة التى أنا بصددها أعظم عندى فقال القاضى : بعد أن يعلم بخلوتى هذه معك فلن يكون له مداراة معى فقال الخليفة لا حيلة إلا الصبر فطلب القاضى الإذن بأن ندفعه ما أمكننا فقال الخليفة لك هذا فجاء القاضى إلى آمل وعلم مازيار بذهاب الخليفة إلى الروم فكان يهجم كالذئب الضارى على أهل آمل وسارى وينهشهم وضاق أهل رويان بظلمه وجمعوا بعضهم البعض واتفقوا فيما بينهم على قتل كل عامل له يجدونه فى أى موضع وقيل بأن خليل بن وند اسفان كان حاكما على سفوح آمل فأرسلوا له واتخذوه صديقا ومعينا لهم وأقروه حاكما على تلك الناحية أيضا ، فبلغ هذا الخبر مازيار فى سارى فجمع الجند وحضر إلى آمل فأغلق أهالى المدينة البوابات وأحضروا أهل الرستاق إلى المدينة فمضوا لدى محمد بن موسى ، حيث حضر عنده قاضى مازيار الذى كان قد ذهب إلى الخليفة وأعلن خلعه للطاعة وطلب الإذن بقتله فاستدعى محمد بن موسى القاضى وسأله عما قاله للخليفة فكرر القول وسمع الجواب فانضم إليهم محمد بن موسى أيضا فأرسل مازيار فى الحال رسولا إلى الخليفة وأبلغه أن أهالى آمل ورويان وتفر جالوس خلعوا طاعة أمير المؤمنين وخدعوا محمد بن موسى واستمدوا العون وأجلسوا علويا على الخلافة ورفعوا الراية