البيضاء وأنا عبدك أجهز الجيش لقهرهم وسوف أبعث إن شاء الله بخراج الفتح وكان لمدينة آمل آنذاك قلعتان وخندق فظل مشغولا بحصار القلعة ثمانية أشهر فخربت جميع الرساتيق من جراء غارات السلب والنهب والقتل التى كان يأمر بها"" وقوهيار بن قارن" الذى كان أخوه ، كان يجد ليل نهار للاستيلاء على المدينة بالحرب وكان مازيار يكتب كل يوم رسالة إلى الخليفة ويشرح فيها خروج أهل" طبرستان" وكانت تصل إلى الخليفة ولم يكن يقرأ رسالة قط من قبل" محمد بن موسى" فغضب عليه وتصور أن ما يكتبه" مازيار" حقيقة وكان الحال على هذا النحو ، كان لوالد" محمد بن موسى" أحد الأتباع فى مدينة" الرى" فكان يرسل بالرسائل من آمل إلى ذلك الشخص ليبعث بها فبعث مازيار بأحد أتباعه المتمرسين صاحب فلسفة إلى الرى فخدع ذلك الرجل وكان يستولى منه على تلك الرسائل التى كان" محمد بن موسى" يبعث بها ويرسلها إلى مازيار ، وبعد ثمانية أشهر انتزع مدينة" آمل" قهرا وقتل الخليل بن ونداسفان الذى كان من مشاهير الولاية كما قتل أبا أحمد القاضى وبعث برسالة الفتح إلى الخليفة وأمر المأمون" محمد بن سعيد" بأن يمضى إلى" طبرستان" وليقف على أوضاع حال الخروج وخلع الطاعة وليبين من هو ذلك العلوى فلما وصل إلى طبرستان ووقف على الأمر بين أن ما كتبه مازيار بشأن العلوى كان كذبا ولا يعدو الأمر سوى مجرد خلاف بينه وبين" محمد بن موسى" ، وأنه أثار الفتنة كما كتب" محمد بن موسى" إلى الحضرة أيضا أن أهل الولاية قاتلوا مازيار بإذن منى وأن قاضى آمل قد قال لى ذلك وعند ما قرأ الخليفة الرسالة غضب على" محمد بن موسى" وأصدر أمرا بأن يسلموه فلاة وجبال طبرستان المازيار وكانت ولاية" محمد بن موسى" بعد أبيه ستة أعوام وعند ما حضروا الأمر إلى مازيار أمر المنادى بأن ينادى فى مدينة آمل باجتماع جميع المعارف والأعيان ووجهاء ومشاهير ولاية آمل فى الديوان كما أحضر أيضا" محمد بن موسى" ودفع بالجميع أمامه من ذلك المكان ووقف من خلفهم وحملهم إلى رودبست وأمر بحبس كل واحد منهم فى منزل منفرد وجعل على كل واحد منهم حراسا من أتباعه الذميين ، فكانوا يقدمون إلى كل واحد منهم ما يحتاجه من القوت يوما بيوم إلى أن وصل إلى" طبرستان" فى هذا العام أيضا خبر وفاة المأمون فى نواحى الروم بأرض قيدم فأرسل مازيار على الفور أتباعه من المجوس وأمرهم باقتياد تلك الجماعة من" رودبست" إلى هرمزد آباد وأمرهم بتقييد كل واحد منهم بقيدين وفى كل قيد ثلاث حلقات ، وضيق عليهم قوتهم ولم يسمح بإعطائهم ملجأ وحملهم إلى الحمام بحيث لم يكن لدى" محمد بن موسى"