قد غضب على موسى بن حفص وعزله من الولاية فحضر إلى مازيار وتحالف معه على الولاء والخلاص ليطلبه من الخليفة فلما وصلا معا إلى طبرستان التف الخلائق حول المازيار وفى مدة وجيزة جهز جيشا ومضى إلى يريم فى طلب شابور ، وتحارب معه وأمسك به وقيده فى السلاسل والأغلال وأرسله إلى موسى بن حفص بأن انتصرت وقيدته فلما علم شابور أن المازيار سوف يقتله أرسل سرا إلى موسى بن حفص رسولا قائلا خذنى بيديك وسأقدم لك مائة الف درهم فأجابه موسى إن طريقة خلاصك أن تقول أنى أصبحت مسلما ومولى أمير المؤمنين وحينما سلم هذه الرسالة فكر فى أن يكون المازيار قد وقف على هذا الأمر فيكشف السر وينقض المعاهدة التى بينهما فتنشأ فتنة وشر كبير ، فلما رأى مازيار سأله فى لو أن شابور قبل الإسلام وقدم مائة ألف درهم فمإذا تقول للخليفة؟ فظل المازيار صامتا ولم يرد على هذا السؤال وانفصلا عن بعضهما ، وفى تلك الليلة أمر مازيار بضرب رأس شابور وبعث بها فى الصباح إلى موسى فغضب موسى عليه وفكر مازيار فى أن يرسل الخليفة بشخص آخر غير موسى عوضا عن موسى لقهره ، فجاء إلى موسى بالعذر والسماح وقدم الولاء وجدد العهد فيما بينهما وظلت طبرستان على هذا الوضع أربعة أعوام حتى توفى موسى ، وجلس محمد ابنه خلفا له فلم يعبأ مازيار به وكان حكمه نافذا فى الجبال والصحراء على السواء وكان أخو شابور الإصفهبد قارن بن شهريار يطالبه مع جميع الباونديين ببساتين الأعناب وقد حقد عليه حكام تميشه وكتبوا إلى المأمون عن ظلمه وجبروته إلى أن وصل فرمان بأن يحضر مازيار إلى البلاط فأجاب مازيار أننى الآن مشغول بغزو الديالمة وأخذ الجيش ومضى إلى شالوس وأخذ رهائن من جملة معارف وأرباب تلك النواحى فكان الجميع يطيعونه مرغمين ، فكان على الخليفة أن يحضره بالرفق واللين فبعث إليه بزيست المنجم الذى كان مربيه مع خادم خاص من أتباعه كى يصطحبانه إلى الحضرة ، فلم علم مازيار بهذا فجمع فى بلاطه كل من يستطيع أن يمسك بحربة فى طبرستان وبعث بيحيى بن روزبهان وإبراهيم بن أبله ليكونا فى استقباله فى الرى وأمر أن يأتيا بها عن طريق سواته كوه وكالبذرجه وكندى آب وكانت التعرجات التى فى الطريق لا تمكن من الركوب فوق حصان فى هذا الطريق فلما حضرا عنده فى هرمزد آباد بعد عدة أيام لقيا فيها محنا جمة وشاهدا فى بلاطه حشدا كبيرا من الخلائق من كل الأجناس والأصناف وتعجبا من صعوبة الطريق فضلا عن كثرة رجال ممالكه واحتفظ بهما لفترة يفيض عليهما من