على مازيار وضعه فى القيد وابعث به إلىّ ولم يستطع وند اميد أن يتجاهل أمر شهريار فأمسك بمازيار وكبله بالأغلال وبعث إلى شهريار أن أرسل بثقاتك كى أسلمه لهم حتى لا يطلق رجالى سراحه وبينما هم فى ترتيب هذا الأمر إذ دبر المازيار حيلة مع نساء حراسه وفك القيود وهرب وتوارى فى الغابات إلى أن بلغ العراق وقالوا بأن عبد الله بن سعيد الحرشى كان أميرا من قبل الخليفة وقد انضم إليه وكان يعرف والده قارن وجده ونداد هرمزد وكان قد وصل إلى طبرستان فأكرم وفادته وأنزله فى مقره وحينما كان يمضى إلى بغداد كان يصطحبه معه ولم يبعد عنه وكان للمأمون منجم فى بغداد يدعى زيست بن فيروزان وكان الخليفة قد عرب اسمه فدعوه بيحيى بن منصور وقد مضى ذكره فى مقدمة الكتاب ، وذات يوم وضع مازيار فى كمه طالع مولوده وحضر إلى المنجم فسلم وطلب أن يعرض عليه هذا الطالع فلم يعبأ به زيست ولم يصغ إليه وكان برفقة مازيار واحد من آل الحرشى فقال له إنه أمير طبرستان مازيار بن قارن بن ونداد هرمزد فلما سمع المنجم ذكر آبائه نهض وطلب العذر وأخذ نسخة طالع المولود فقبلها وبعد ذلك انشغل بمطالعتها فوجد فيها علامة السعد ودلائل الإقبال وقوة الطالع فتوسم فيه آمال الخير وأخلى المكان وقال له لو توليت رعايتك وقومت بخدمتك فهل تحفظ ذلك الجميل ولا تضيعه وتحملها منه لى ، فقدم مازيار كل ما كان يلزم من شروط لقبول الوعد والوفاء بالعهد وأقسم على ذلك بأغلظ الأيمان ومرت الأيام على هذا حتى حانت فرصة فى أن يقص المنجم فى خلوة على المأمون أمر المازيار وحكاية طالع المولود وأنه سيصل إلى دولتك منه خير فأمر بأن يحضروه فأسرعوا فى طلبه وأحضروه إلى بلاطه ، وكان الخليفة قد رأى والده قارن يوم حرب الروم فعرفه فأمر بأن يعرضوا عليه الإسلام فقبل مازيار الإسلام وأسماه المأمون محمد مولى أمير المؤمنين وكناه بأبى الحسن وانقضت عدة شهور على هذا وتوفى الإصفهبد شهريار فى طبرستان وبقى من بعده أبناء كثيرون له ، وكان أحدهم قارن الذى كان أبو الملوك وشابور الذى كان الأكبر والذى جلس على العرش وقد نفر منه كثير من أتباعه من تهوره وتهتكه فحادوا عنه ورفضوه وكتبوا إلى المأمون يشكون منه فكتب أمرا إلى محمد بن خالد لكى ينتزع كل قوهستان منه فلم يستطيع محمد بن خالد أن يقاومه بسبب ضعف حاله ، فعلم الخليفة بهذا الأمر فطلب شخصا كى يرسله إلى الولاية لعقابه واستئصال شابور وكان المنجم زيست حاضرا فذكره بمازيار فقال المنجم إن طالعه يتفق مع المواقف المقدسة للعبودية فى هذا الأمر ، فاختاره المأمون لقوهستان وأرسل موسى بن حفص إلى هامون وكان الخليفة