شخص عزيز على الإسلام مصرعه |
|
فى رحمة الله مغمور ومغموس |
يا قبره أنت قبر قد تضمنه |
|
علم وحلم وتنزيه وتقديس |
فخرا فإنك مغبوط بجثته |
|
وبالملائكة الأحرار محروس |
وعند ما صرف الرضا من أمامه أرسل إلى المدينة وأحضر ابنه الذى كان الشيعة يدعونه بمحمد التقى ويدعونه فى بغداد بمحمد الجواد وأعطى له ابنته أم الفضل وزوجها منه وأقام العرس الذى لم يشهد العالم وليمة مثله ونثروا على محمد التقى أربعمائة طبق بها كرات من العنبر فى قلب كل كرة درة ، ثم سيره إلى المدينة وبعد ذلك أحضر علماء الإسلام واختار أربعمائة شخص ثم انتقى منهم أربعة أشخاص والذين كان هناك إجماع على فضلهم وقال لى فى خلوتى معكم مهمة ويجب أن يمضى كل واحد منكم إلى منزله وعندما تفرغون من قضاء الحاجات والمهمات تأتون عندى بالعمائم الخفيفة ولباس المنزل دون حجاب أو زينة ، فالتزموا بما أمر به وحضروا إلى مجلسه فأجلس الأربعة وأقسم عليهم بالمصحف والطلاق أن لا يمنعكم هيبتى وسلطانى من الجواب بالحق وقول الصدق وأن يتحدثوا كما لو كانوا فى مجمع العرصات بين يدى الله الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء فقبلوا جميعا هذه الدعوة ، وبعد ذلك وجه إليهم الأسئلة وسمع الإجابة وأطلقوا على تلك المناظرة الرسالة المأمونية ، والخلاصة ، فقد مات فى عهد المأمون الإصفهبد شروين ملك الجبال وبقى عنه ولدين شهريار الذى كان أبا ملوك باوند وجلس على العرش ، وذهب ونداد هرمزد إلى خدمته لتهنئته وتعزيته وكان بينهما تراضى إلى أن وصل ونداد هرمزد فى تلك الفترة إلى شروين وجلس ابنه قارن ونظرا لما كان لشهريار من عظمة أصل وشرف وحسب ونسب والذى كان قد توارثه ملكا عن ملك ، لذلك فقد اجتمعت فيه خصال الملك وآدابه فكان ذا عزم وحزم فى الحرب والحفل فمضى إلى خدمته قارن فوجد التشريف وجاء إلى ولايته بالعهد والأمان وبلغت هذه الأخبار الخليفة المأمون فبعث إليهما برسول وحمله الخلع وكتب إليهما : إننى عازم على غزو الروم ولابد من حضور كما أيها الإصفهبدان فكانا يستبقيان الرسول كل يوم بالحجج والأعذار حتى قاد الخليفة الجيش إلى الروم فأعاد الرسول بالهدايا الكثيرة التى حملاه بها وقال إن الإصفهبد شهريار لا يستطيع الحضور على أية حال من الأحوال أما قارن فقد انضم إلى الخدمة وحشد الجند وسلك بهم الطريق فى أعقاب الرسول