معه هرثمة لكى يحضر معه بالتلطف ابنه" قارن" و" شهريار ابن الإصفهبد شروين" فسلم هو" قارن" لهرثمه" وامتنع" الإصفهبد شروين" عن تسليمه" شهريار" وسلم شخصا آخر فقال" هرثمه" إن أمير المؤمنين طلب" شهريار" ولم يأخذ الشخص الآخر ، وعاد للخليفة وكان الخليفة قد ارتحل فأمر بالإقامة وكتب رسالة بأن لا يأخذ من" شروين" ابنا آخر سوى" شهريار" ، فاضطر" شروين" أن يبعث" بشهريار" إلى الخليفة فحمله معه إلى بغداد وأرسل" عبد الله بن مالك" إلى" طبرستان" وأمره بأن يسترد كل ما هو زيادة عن" قوهستان" من" الإصفهبد شروين" ونداد هرمزد" وبعد عام رحل الخليفة من بغداد إلى الرى قاصدا خراسان ومرض فأرسل كل من" قارن" و" شهريار" إلى أبويهما ومضى هو إلى" الطوس" حيث وافته المنية وقبره هناك وقد وقع خلاف بين ولديه" محمد بن زبيدة" والذى قيل عنه المخلوع ، و" عبد الله المأمون" فأرسل" طاهر بن الحسين" لقتال أخيه" محمد بن زبيده" فى بغداد فاجتث رأسه وكان وقتئذ الخليفة فلما نظر" المأمون" إلى الرأس قال (شفيت النفس من حمل" ابن بدر") (١) وقرأت فى تاريخ ناصرى أنه حينما قتل" طاهر بن الحسين محمد بن زبيدة وتيسر له أمر بالغ الخطورة إلى هذا الحد رأى نفسه أعلى من الجميع ، فكان لا يعبأ بالدنيا ولا بمن فيها فاستدعى" ذو الرياستين" الفضل" بن سهل" والده" الحسين" وأجلسه لديه فى خلوة وقال له انظر كيف صار" طاهر" وكيف فقد عقله فى نشوة الغرور بحيث لا يعد يحسب لأحد حسابا ، ولا يدرى أنه لا اعتماد على الإقبال : ـ
سكر الزمان بدولة خولتها |
|
فاحذر كأنك بالزمان وقد صحا |
فقال له والد" طاهر" اسمح لى أن أجيب دون أن يتضايق مولانا فقال له : قل لأرى ما هو الجواب فقال ليعلم أنه كان طفلا قرويا ذا قلب ضعيف وحال مناسب فانتزع أمير المؤمنين من جوفه ذلك القلب وتلك النزعة ومنحه عوضا عنها فانتزع رأس
__________________
(١) قال الشاعر هذا البيت لما قتل حمل بن بدر يوم جفر الهباءة وكان حمل بن بدر قد قتل مالك بن زهير والمأمون قال هذا البيت قبل التشفى فى أخيه محمد بن زبيدة. والبيت ورد فى عيون (٣ / ٨٨) لقيس بن زهير ومحاضرات الأدباء ج ٢ ص ٥٧. والبيت على هذا النحو شفيت النفس من حمل بن بدر وسيفى من حذيفة قد شفانى. (الحماسة لأبى تمام الطائى ج ١ ص ٧١١). المترجم.