إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ طبرستان

تاريخ طبرستان

205/491
*

أمير المؤمنين (١) وخليفة المسلمين أخوه وأمره فى هذه الساعة أنفذ من القضاء والقدر فى كل" العراقين" و" الحجاز" و" الشام" طالما بقى له هذا القلب وتلك الدماغ وذلك الحكم وتلك الرياسة ، فاعذره أنت لكل هذه الأسباب وبعد" محمد الأمين" آل أمر الخلافة إلى" عبد الله المأمون" ولم يكن لخليفة أبدا من آل" عباس" ذلك التمكن والعظمة والتربية والحشمة التى كانت له وسالفيه لم يصلوا إلى فضله وكياسته وحكمه ورياسته وله أشعار كثيرة ومؤلفات لا تحصى : ومن أشعاره :

لعمرك ما الفتيان أن تكثر اللحى

وتعظم أبدان الرجال من الأكل

ولكنما الفتيان كل سميدع

صبور ........ (٢)

خروج من الغمى نهوض إلى العلى

ضروب بنصل السيف مجتمع العقل

رأيت رجالا يمنعون نوالهم

وليس يصان العرض إلا مع البذل

وروى أنه وقت خلافه مع ملك الروم كتب إليه شيئا طلبا للمهادنة والمصالحة فقال : إن اجتماع المختلفين على حظهما أولى بهما مما فى الرأى عاد بالضرر عليها وأنت أولى بأن تدع الحظ يصل إلى غيرك حظا تحرزه لنفسك ، وفى علمك كاف عن أخبارك ، وقد كتبت إليك داعيا إلى المسالمة ، راغبا فى فضيلة المهادنة ؛ لتضع أوزار لحرب عنا ، ويكون كل لكل وليا مع اتصال المرافق والفسح فى المتجر أمن الأطراف والبيضة وفك المستأسر فإنه أبيت فإنى لخائض إليك غمارها ساد عليك أقطارها شان خيلها ورجالها ، وإن أفعل فبعد أن قدمت المعذرة وأقمت الحجة والسلام ، فكتب برده فى توقيع فى أعلى رسالة ملك الروم على النحو التالى : قرأت كتابك والجواب ما تراه لا ما

__________________

(١) ذكر المسعودى" لما وضع رأس الأمين بين يدى طاهر قال (اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير أنك على كل شئ قدير؟ وحمل الرأس إلى خراسان إلى المأمون فى منديل والقطن عليه والأطلق فاسترجع المأمون وبكى واشتد تأسفه عليه فقال له الفضل بن سهل : الحمد لله يا أمير المؤمنين على هذه النعمة الجليلة فإن محمدا يتمنى أن يراك بحيث رأيته (مروج الذهب ج ٣ ـ ص ٢٢٤). المترجم.

(٢) " جاء بقية البيت فارغ فى المتن".