ومضى من" سارى" إلى" الرى" وكان الخليفة هناك فأرسل كل من القاضى" أبو البحترى" و" عباس بن زفر" و" محمد بن الفضل" و" صالح بن عميرة" مع ثلاث مائة فارس وخادم خاص إلى الإصفهبد" شروين" و" نداد هرمزد" ليتأكدوا من طاعتهما ثم يعودوا خلال خمسة عشر يوما فلما حضروا عند الإصفهبد شروين وونداد هرمزد بذل غاية الرعاية والإكرام فى رعاية هذا الوفد ، وقدم لهم كل أنواع الخدمة وسبل الرضا ، بحيث إن هذا الوفد حين عاد إلى الحضرة قال بأن ما قام به" وند اسفان" كان بدون إشارتهما ومشورتهما وهو نفسه خصم" لونداد هرمزد" فلما سمع الخليفة هذا الكلام غادر مدينة الرى وعسكر بقرية" أرنسبو" على مسافة منزل من الرى وكتب منشورا إلى" الإصفهبد شروين" و" نداد هرمزد" بأن يمثلا بين يديه فكتبا ردا على ذلك : نحن فى طاعة أمير المؤمنين وأوفياء فى خدمته ولكن ليرسل إلينا برهينة حتى نأمن وعند ذلك نأتى إليه فغضب الخليفة وقال كيف أسلم المسلمين كرهائن للمجوس وبعث" بأبى البحترى" و" هرثمة بن أعين" و" ابن الوضاع" الذى كان عامل البريد إلى" الإصفهبد شروين" و" نداد هرمزد" كى يأتيا إلى البلاط ، وإلا فليستعدا للحرب فوصل أعيان الخليفة إلى" ويمه" وبعثوا من هناك إلى الإصفهبد شروين عند مشارف قلعة كوزا وإلى ونداد هرمزد عند الفور أن يحضرا لدى الوفد فذهب ونداد هرمزد وقال الإصفهبد شروين أنا مريض ولا أستطيع المجىء فلما وصل القاصد إليهم قال" ونداد هرمزد" : لعظماء الخليفة كل حكم تصدرونه على الإصفهبد شروين أنا منقاد له وعلى عهده باق حتى استقر" هرثمه بن أعين" مع" نعيم بن خازم" أنه إذا ما اجتمعنا معا وخرج هو من بيننا فلنضربه من خلفه بالسيف فنطيح برأسه ؛ لأن الخليفة لن يرضى إلا بقتله ، فلما أصبح" ونداد هرمزد" بينهم أراد" نعيم" أن يسبق ويرتب لضربه لكنه كان عظيم الذكاء يقظا فأمسك" بعنان نعيم" وقال له يجب أن تثبت وجعلوا" نعيم" يسعى فيما بينهم وحملوا ونداد هرمزد إلى الخليفة بعد عهود وقسم فبقى هناك فترة على نحو ما مضى ذكره إلى أن طلب هارون أن يشترى منه بعض الأملاك فأجابه ولم يبعه وقالوا إن أمير المؤمنين يطلبها منه صلة فسوف يقدمها إليك منحة فإنه رجل عظيم وكريم وسخى ، فقال : محال أن يمنح شخص كل هذه الأملاك حتى بعث هارون إليه بابنه المأمون الذى كان طفلا فاحتضنه ومنحه جميع تلك الأملاك التى رفض أن يبيعها له فبعث هارون عوضا عنها بألف درهم وكسوة من الجواهر لا يحيط الوهم بقيمتها وخاتم فلم يستحسنها ونداد هرمزد باستثناء الخاتم ، وقال الخليفة : بأن يطلب حاجته فقال" ونداد هرمزد" ليعفوا لنا عن" عبد الله بن سعيد" فبعث به هارون إليه مشرفا وأرسل