تبلغ عشرين رطلا
فرفعها ليهوى به على" ونداد" فعرض لها ونداد بدرع جيلى فشقته نصفين ثم
ضرب رقبة" ونداد هرمزد" بعمود آخر فلم تؤثر فيه ، وظل يقاوم فى ذلك
اليوم طوال النهار إلى أن حل الظلام تراجع ونزل ونداد هرمزد مع جيشه إلى"
هرمز آباد" فلما حل النهار وضعوا الموائد وقدموا الطعام للفرسان وجلسوا
للشراب ، وكان لديه جواد أسود فى رقبته وشم عجيب لم ير جوادا أفضل منه ، وكان قد
أمر بأن يسرج بسرج مطهم بالذهب ويؤتى به إليه ، وقال اعلموا أيها القوم إن الخصم
هو من رأيتموه وقد رأيتم شوكتى وقوتى وأنتم أيضا جميعا الرجال الليوث"
لطبرستان" فمن منكم يأخذ هذا الجواد المطهم ويقبل أن يقاتل به ، وساق هذه
الكلمة ثلاث مرات ، فلم يجبه مخلوق قط وكان له ولد يدعى" ونداد أميد"
كان شابا أمردا يلقبونه" بخداوند كلالك" مثل بين يديه وقبل الأرض وقال
أنا من سوف يقوم بإحضار رأس خصمك بين يديك بعز إقبالك وليس لى مطمع فى شىء آخر
خلاف هذا الجواد ، فقال له أنى يكون لك أن تنازل الأبطال وقت القتال ، فألح الابن
وأصر على طلبه وقال إذ لم تجيز فلسوف أمضى ولن أتوقف ، وعلى الفور جهز بالسلاح
اللازم وأسرجت الخيول فاستدعى الأب قوهيار الشهير والذى كان خال ابنه ، وقال له :
إذهب وانصحه فلما أتاه قال له الابن : تدرك أن ما لم أقبله من أبى لا معنى لأن
أقبله منك فقال الخال ليس لهذا الخصم ثان فى جميع جيوش الخليفة فأصغى لكلام أبيك
ودعك من هذه الطفولة ولم تجد المحاولة معه فعاد يائسا إلى" ونداد هرمزد"
فقال له يجب أن تذهب برفقته فقال قوهيار : إن الملك يعلم أن قوتى قد ضعفت والزمن
الذى مر على دهر لكن سوف أمضى معه وسوف أعلمه أصول القتال والصراع ، فمضى من أمامه
واختار الرجال وكلف كل واحد بدوره فاستدعى" أردشير بابلورج كاوان" (صاحب
الأبقار) ، والذى كان يتخذ من الغابات موطنا ولم يكن له منزل قط فى موضع ما ، وقال
له يجب أن تقودنا عبر هذه الغابات سرا إلى مقر سالم فأبدى جفوة فى البداية إلى أن
بذلوا له الوعود فتعاون معهم وقال لهم : أعطونى مهلة كبيرة حتى أودع أبقارى عند
شخص ما ثم أنضم إلى خدمتكم ، فسمحوا له بذلك ، فذهب وعاد وفجأة أوصلهم إلى مقر
سالم وكان قد انشغل لمدة سبعة أيام بالشراب ، فلما رآهم مراقب الجيش أطلق صيحة
فنهض سالم واتشح بالأدرعة والسلاح وكان" وندا أوميد" ومن معه قد وقفوا
على باب قصره ، فركب سالم على جواده الأبلق وأطلق صيحة فارتعد جميع الرجال
واندهش" وندا أوميد" من هيكله.