يمكن زراعتها بالسهوب ، وكانت جميع مناطقهم الجبلية مزروعة وعامرة ، وكان رعاة الأبقار قد أطاحوا بمليكهم وانقضت مائة عام على ذلك ، ومضى أهل" كوه أوميدوار كوه" إلى" ونداد هرمزد" وأخبروه عن حكايات ظلم ولاة الخليفة وطلبوا منه أن يقدم على هذا الأمر ونحن جميعا نبذل أرواحنا فداء لأمرك ، عسانا ننجى بلاد الجيل جورهم وعدم مروءتهم وتصل أنت إلى ملك آبائك أيضا فقال أولا يجب التشاور فى هذا الأمر الهام مع" الإصفهبد شروين" وطلب البيعة من" مصمغان ولاش" فلو نتفق فيما بيننا جميعا أتصدى لهذا الخروج ، فبعث بهذا الأمر إلى" الإصفهبد شروين" فى مدينة شهريار كوه يريم" وإلى" مصمغان ولاش" فى" مياندو رود" وكلاهما لبى وحث ورغبه فى هذا الأمر ، وتعاهدوا له بالالتزام بالوفاء والمساعدة والمعونة فتعاهدا مع جميع أهل الولاية بأنه فى يوم كذا فى ساعة كذا على كل" طبرستانى" تقع عينه على رجال الخليفة أن يمسك بهم ويقتلهم فى الحال سواء أكان ذلك فى" رستاق" أو حمام أو طريق ، وفى الموعد الذى حدد ركب" هرمزد" من" هرمزد آباد" مع فوج من أتباعه وأسرع إلى حيث يجتمع السواد الأعظم (١) من أتباع الخليفة وقهرهم جميعا ، وبلغ الأمر حدا أن كانت الزوجات يسحبن أزواجهن من أتباع الخليفة من لحاهم ويخرجونهم إلى رجال الإصفهبد فيضربون أعناقهم ، وخلال يوم واحد خلت طبرستان من أصحاب الخليفة وكان الخليفة قد أرسل إلى الرى" حماد بن عمر الذهلى" و" خالد بن برمك" فعلما بهذا الأمر ، وكتبا إلى الخليفة عن الواقعة وما حدث فيها وبعثا بالرسالة مع" سالم الفرغانى" والذى كان من ثقاته وكانوا يلقبونه بالشيطان" الفرغانى" فلما مثل بين يدى الخليفة وعرض عليه الأمر قال الخليفة : واخجلاه الخلاصة ألا يوجد شخص يذهب إلى" طبرستان" ويأتينى برأس" ونداد هرمزد" فقال سالم : لو إن أمير المؤمنين يعطى المدد أذهب أنا ، فأمر بأن يختاروا الرجال وسيره وعندما وصل إلى طبرستان نزل بصحراء أصرم (١٨٤) وتقدم ونداد هرمزد إليه بجيش تام العدة والعتاد ، وكان لديه جواد أبلق مشهور فى بلاد العراق والعرب ، فامتطى ذلك الجواد واتشح بالسلاح ؛ كأنه جبل يتحرك وقام بهجوم وهو يصيح حتى وصل إلى" ونداد هرمزد" وكان معه التبرزين (٢)
__________________
(١) شعار العباسيين (المترجم).
(٢) هو نوع من السلاح على شكل الفأس كانوا يستخدمونه فى القديم ، ويطلقونه فى سرج الجواد أثناء الحرب ص ٢٩٨