إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ طبرستان

تاريخ طبرستان

173/491
*

وكان قد أقسم بأن يجعل الطاحونة تدور بدماء تلك الجماعة" النهابدة الصولية" فكان يمسك بزعمائهم ورؤسائهم وأتباعهم وجمعهم وأمر بقتلهم فلم يسل دم قط منهم ، فقال أحدهم" نهبد صول" لو أخلصك من كفارة هذا القسم فهل تأمر لى وقومى بالأمان فقبل فأطلق" نهبد" الماء فى النهر فحمل معه الدم إلى تلك الطاحونة فطحنهم وأكل" يزيد" من ذلك الخبز ومضى من" جرجان" إلى" الشام" حيث مثل بين يدى" سليمان" وروى عن ابن عائشة أنه لما صعد سليمان بن عبد الملك المنبر وقد غلف لحيته بغالية حتى كادت تقطر منها ، فقال أنا الملك الشاب مدلها بملكه وشبابه فما دارت الجمعة حتى مات" فلما توفى" سليمان" وجلس" عمر بن عبد العزيز" رحمه الله على الخلافة وكان معروفا بعدله وعلمه وفضله وحلمه ، وكان بنو أمية قد استنوا سنة يوم الجمعة وعقب صلاة الفجر فى أن يلعنوا على المآذن والمنابر الإمام عليا و" فاطمة" و" الحسن" و" الحسين" عليهم السلام ـ وقد قلدهم فى هذا الكفر وتلك البدعة عوام الأنعام فى جميع الدنيا ، فلما جلس" عمر بن عبد العزيز" على الخلافة نهى وزجر ، وأمر بأن يقرأ فى خطبة جمعته عوضا عن هذه اللعنة هذه الآية («إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ") وبقيت سنته حتى اليوم كما أمر برد" فدك فاطمة" عليها السلام إلى أولادها وكان يسلم لهم حتى عهد" المتوكل" العباسى ويقول" رضى موسوى" رضى الله عنه : يا بن عبد العزيز لو بكيت العين فتى من بنى أمية لبكيتك غير أنى أقول إنك قد طبت وإن لم يطب ولم يزك بيتك ، وسمعت من" نظام سمعانى" من فوق المنبر فى" خوارزم" أن واحدا من" الأبدال" رأى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله وقد جلس فى سدة مجلسه و" عمر بن عبد العزيز" بجانبه و" عمر بن الخطاب" أدنى منه بعدة درجات ، فقلت : يا رسول الله من هذا الشخص الذى جلس بجانبك؟ فقال عمر بن عبد العزيز : فسألت واحدا واحدا حتى وصلت إلى ابن الخطاب فقلت يا رسول الله بما أدرك ابن" عبد العزيز" هذه الدرجة ، فقال كان عادلا فقلت ألم يكن ابن الخطاب أعدل منه فقال : إن ذلك عدل فى زمن العدل وهذا عدل فى زمن الجور والظلم ، وقال" نظام سمعانى" أيضا إنه كان له زوجة غاية فى الحسن روت بعده قصة : أنه حين أدرك الخلافة لم يستوجب غسل نفسه منى رغم الود والمحبة التى جمعت بيننا ، وكان يقول يا فلان حلينى إذ يجب أن أجعل النهار لخدمة الخلائق وأن يكون الليل فى طاعة الخالق ، والخلاصة أن" يزيد بن المهلب" كان