وقال لهم : لقد قتلنا أصحاب" يزيد بن المهلب" وهزمنا جيشه ويجب القضاء على" ضريس" مع تلك الجماعة الموجودة فى" جرجان" وقد وهبنا لكم أموالهم ومتاعهم فقام" النهابذة" بأمر" الإصفهبد" بالإغارة ليلا على تلك الجماعة وقتلوهم عن آخرهم ، وكان من بين تلك الجماعة خمسون رجلا من بنى عمومة" يزيد" وأمر" الإصفهبد" بأن يحضروا إلى" سارى" بحيث لا يستطيع أن يجتازها فارس وأن لا يتركوا بها طريقا ، واستأسد على" يزيد" وتجرأ عليه ووقف" يزيد" على كل هذه الأحوال فأسلمه التفكير إلى الخوف ولم يجد حيلة ليتدبر طريقا للخلاص سوى أن استدعى" حيان النبطى" وكان رجلا مولى ل" مصقلة بن هبيرة" وأصله من" ديلم" وبحكم أنه كان أبكم فكانوا يلقبونه ب" النبطى" وقال : يا أبا يعمر لقد أسأت إليك فى" خراسان" وسلبت مالك وعزمت على قتلك ولأن لى حاجة بك فحاذر أن لا تتذكر ذلك فتغدر وتخادع وهو أمر قاومه الإسلام فقال : أيها الأمير إنه لم يعد لدى أى أثر لكراهيتك مع كل تلك الألطاف والمنن وحاشا لله أن أهمل حرمة الإسلام والمسلمين وأختار المجوس فقال" يزيد" لقد بلغنى خبر جرجان كذا وكذا ولقد أخذوا علينا طريقنا ولقد شغلنا بهذا الجهاد عامين ، ولم يسلم لنا شبر من الأرض وقد تعب رجالنا ولم يقبل شخص بالإسلام ففكر لنا فى إيجاد طريق لنخرج بسلام من هذه الولاية ، ولتحاذى أهل" جرجان" ولنعود لإنجاز هذا الأمر مرة أخرى فقال" حيان النبطى" إن هذا المجوسى قد انبهر بهذا الحال فلو قال لى إنه ظل يخرب ولايتى لمدة عامين ونهب المال والمتاع فبم أجيبه ، فقال" يزيد" لو يقبل ثلاثمائة ألف درهم أعطيها له ويخلى لنا الطريق فمضى" حيان" إلى" الإصفهبد" وقال له لقد أرسلنى" يزيد بن المهلب" فإن تقبل بالولاء له فسوف يغادر ولايتك ، وإلا فلا تنظر إليه نظرة استهانة لما أصابه وألم به من هزيمته فقد بعث إلى" الشام" و" العراق" و" خراسان" و" تركستان" ليأتى المدد ، وأنت تعلم أن المدد سوف يصل كل لحظة وسوف يصعب تدارك الأمر عليك فلن تبقى أنت ولا ولايتك ، ولن يتاح لك هذا اليوم قط فأخذ" الإصفهبد" يعيد حساباته من جراء وساوس" حيان" ورؤيت عليه دهشة بالغة وأخذ يتدبر حيلة فقبل بمبلغ الثلاثمائة الف دينار المرسلة من" يزيد" وأعطى منها خمسه آلاف درهم" لحيان" وجرى الاتفاق على أن يفتح الطريق أمام" يزيد" ، وأوفى" الإصفهبد" بما وجب عليه مقابل المال ومضى إلى" تميشه" فأقام داخل خندق حتى يسترد جميع أسرى الولاية ومضى" يزيد بن المهلب" إلى" جرجان"