قبل ، وأراد الأتراك فى عهده أن يدخلوا طبرستان عدة مرات إلا إنه لم يمكنهم من أن يجتازوا الصحراء ليلقوا نظرة على الولاية إلى أن انقطع طمع الأتراك وكان هو أول ملك أمر بعمارة مدينة أصفهبد ان وأقام لنفسه بها قصرا فلما فزع من الحروب خرج عليه الديالمة بسبب الغنائم وأرادوا أن يقتلوه فهرب منهم الى آمل ، وكانت توجد قصبة على بعد فرسخين من آمل فى مكان يعرف بفيروز خسره الآن بفيروز آباد وهى قرية صغيرة وأخذ بها قلعة حصينة فقذفها الديالمة بالمجانيق ولم يستطيعوا أن يحدثوا فتحة قط إلا فجوة صغيرة من ناحية الغرب ، وحاصروها مدة أربعة أشهر على أمل أن تنفد المؤن فأمر الإصفهبد فرخان بأن يضعوا خبزا على الطريقة الطبرستانية بحيث يكون كل رغيف عشرة أمنان من العجين ويجفف على الشمس ويعلقوه على أسوار القلعة ، فلما رأى الديالمة ذلك وأيقنوا أنهم يجففون الخبز حتى لا يلحقه الفساد ولا يناله الرطوبة رحلوا عن ذلك المكان وتفرقوا ، ومع رحيل الديالمة خرج هو وأقام فيما بين آمل والديالمة الخنادق وحفر نهرا بحيث لا يمكن عبور تلك المنطقة إلا سيرا فوق جسر.
قدوم جيش" مصقلة بن هبيرة الشيبانى" إلى" طبرستان"
وكانت الخلافة آنذاك قد آلت إلى أمير المؤمنين على عليه السلام وكان يوجد قوم يطلق عليهم بنو ناجية انضموا إلى النصرانية واعتنقوها فحمل عليهم أمير المؤمنين وأسر الجميع وحمل نساءهم وأبناءهم الى من يريد ليشتريهم المسلمون رقيقا وقد اشترى الإمام على مصقلة بن هبيرة بمائة ألف درهم ثم حرره وأعطاه ثلاثين ألف درهم بحيث لم يكن مجال للعطاء أفضل من ذلك ، فهرب وانضم إلى معاوية ويقول أمير المؤمنين على عليه السلام فى حقه : ـ قبح الله مصقلة فعل فعل السادة وفر فرارا العبيد (١) وبعث أمير المؤمنين إلى البصرة حيث هدم قصره وكانت أول دار تخرب فى الإسلام وطلب المال من أخته وما زالت آثار قصره باقية فى البصرة وأولاده يقيمون فى الكوفة ويقول فى حق أمير المؤمنين على عليه السلام : ـ
قضى وطرا فيها على فأصبحت |
|
إمارته فيها أحاديث راكب |
__________________
(١) ورد فى نهج البلاغة لأبى حسن الرضى : أنه لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيبانى إلى معاوية وكان قد ابتاع سبى بنى ناجية من عامل أمير المؤمنين عليه السلام واعتقه فلما طالبه بالمال خاس به وهرب إلى الشام قال الإمام على فيه قبح الله مصقلة فعل فعل السادة وفر فرار العبيد فما أنطق مادحه حتى أسكته ولا صدق واصفه حتى بكته : " نهج البلاغة جمع الشريف أبو الحسن محمد الرضى بن الحسن الموسوى شرح الإمام محمد عبده تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد ج ١ ص ١٩ مطبعة الاستقامة د ـ ت".