فلما التحق أمير المؤمنين على عليه السلام بنعيم الجنة ، عاد مرة أخرى إلى طبرستان وعرض على معاوية بأن يقوم بتحرير طبرستان بأربعة آلاف رجل ، وقاد الجيش وجاء مدة عامين مع" فرخان" وقتل فى النهاية بطريق" كجو" على طريق" كاند سان" وقبره موجود على قارعة الطريق ويزوره عوام الناس عن تقليد وجهل على إنه من صحابة رسول الله عليه السلام ، ومن جانب نهر (طيزنة) والذى كان يطلق عليه (مياندرود) وكان الحاكم آنذاك وصمغان ولاش وكل وقت كان يذهب فيه الإصفهبد للصيد فى تلك النواحى كان يمضى عدة أيام هناك فى «تنير» أدنى من «تردوينى» وما زال قصر «الإصفهبد» فرخان قائما حيث لا يوجد مكان أفضل من ذلك المكان للنزول فيه للصيد والشراب ، وبعث إلى «وصمغان» أن زوجنى ابنتك وأن تسمح بأن أقيم قصرا فى هذا الموضع واجعلها تقيم فيه وقد اضطر أن يعلن الموافقة شاكرا ، فبعث بابنته إليه مع مال وفير ومتاع فقام فرخان بإيصال النهر فى ذلك المكان حتى البحر وهناك أقام مدينة وقصرا عاليا وجعل البنت تقيم فيه حتى صدر عن «وصمغان» جرم فى يوم ما على الطريق فضرب عنقه واستولى على ولايته وشتت أعوانه ، بخلاف أولاد باو الذين حفظ حرمتهم ولم يتعرض لمنزلهم حتى لجأ «قطرى بن الفجاءة المزنى» إلى" الإصفهبد" والذى كان رئيس الشراة ومن فصحاء العرب فى عهد" الحجاج بن يوسف" ومعه" عمر فناق" و" صالح مخراق" مع جملة زعماء الخوارج عليهم اللعنة ، فاستضافهم" الإصفهبد" طوال الشتاء ومنحهم من النزل والعلف والهدايا والتحف فلما سمنت خيولهم واستراحت أبدانهم فأبلغوه رسالة مفادها إما أن تعتنق مذهبنا أو نستولى على الولاية منك ونقاتلك ، وقصة الخوارج أنه لما كان التحكيم مع أصحاب أمير المؤمنين" على" ـ عليه السلام ـ وبين" معاوية" فى" صفين" وقام" أبو موسى الأشعرى" بهذا القدر الشنيع والذى ألحق به العار والنداب ، تجمعت جماعة من جيش أمير المؤمنين على ـ عليه السلام ـ واختاروا لقيادتهم" عبد الله بن الكوا" و" معدان الأيادى" ورفضوا حكم الحكمين وجردوا سيوفهم مرة واحدة فى عدة آلاف من الرجال وخرجوا على جيش أمير المؤمنين وهم ينادون (لا حكم إلا لله) فلما سمع أمير المؤمنين ذلك قال : (اسكت قبحك الله يا أثرم ، فو الله لقد ظهر الحق وكنت فيه ضئيلا شخصك ، خفيا صوتك ، إذا نعر الباطل نجمت نجوم الماعز) وقال جيش أمير المؤمنين" على" ـ عليه السلام ـ فى ذلك اليوم هذا البيت.
سلام على من بايع الله شاريا |
|
وليس على الحزب القعود سلام |