رأسه وأقام مجاورا فى بيت النار فى كوسان ، وقام الأتراك بتخريب كل خراسان وطبرستان وجاء جيش عمر من العراق يضم الإمام الحسن بن على عليها السلام وعبد الله بن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان وقثم بن عباس ومالك بن أشتر النخعى إلى آمل ولا يزال معسكرهم قائما هناك حيث يطلق علية فلات مالك وقد ضاق أهل طبرستان زرعا بالمعاناة وبما حل بهم من صدمة ، وقالوا : يجب أن يكون لنا ملك عظيم القدر حتى ننقاد إليه جميعا فلا يلحقنا عيب ولا عار من خدمته ، قالوا : ولا يليق هذا الأمر إلا بباو فذهبوا إليه ورووا له ما حدث وبعد إلحاح كثير منهم قبل بشرط أن يوقع رجال ونساء الولاية بالطاعة ، وبأن يكون حكمه نافذا فى أموالهم ودمائهم بهذا العهد غادر بيت النار ، وحرر الولاية من الأعداء فظل حكمه مدة خمسة عشر عاما حتى طعنه فى شارمام ذات يوم ولاش بحربة فى ظهره فقتله حكم بعده مدة ثمانية سنوات ، وبقى لباو ابنا يدعى سهراب ، فأقام متواريا عند والدته العجوز فى قرية دزار نكنار سارى فى منزل بستانى وكان أهل طبرستان جميعا قد بايعوا ولاش فيما عدا أهل كولا ، وشاهد خورزاد خسرو المسمى" إسفا" هى طفلا عمره ثمانى سنوات فى منزل البستانى فأمعن النظر فيه وقال لمن هذا؟
فقالوا الحق فأخذه هو ووالدته وحمله إلى كولا والتف وأغاروا فجاءه بخمسين ألف شخص وأخذوا ولاش وشطروه نصفين واقتادوا كل من عثروا عليه من تلك الجماعة وحملوا سهراب إلى بريم وأجلسوه على العرش وشيدوا إليه بظاهر قرية تاليور عند أطراف قلعة كوزا قصرا وحماما وساحة وقد وسع الإصفهبد شروين تلك العمارة والمنشآت ، وأثرها جميعا لا يزال ماثلا فى وسط بيشة ، وحينما أرسلنى الملك السعيد أردشير فى مهمة إلى تلك القلعة أرونى تلك الآثار واحدا واحدا ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم يسمع أحد من الملوك أو من السلاطين باستئصال نسله ، برغم الخصومات التى حلت وعلى الرغم أن السادات العلوية وكاوباره والديالمة من آل بويه وأولاده وشكمير قد انتصروا عليهم وبعث العباسيون بالجيوش إلى ولاياتهم وأنزلوا بها الخراب إلا أنهم انتصروا فى النهاية وازداد عدد قبيلتهم ، وأول شخص شق الطريق فى طبرستان بريم إلى سارى ومن سارى حتى جرجان ودينار الحالية كان هو الإصفهبد شروين.
" أحوال أولاد ابويه بعد باو"
وخلاصة الأمر فقد تفرق أهل طبرستان شيعا وفرقا بعد باو ، ولما حل الموت بدابويه بقى له وكان يلقب بذى المناقب فرضان الكبير فقاد الجيش إلى طبرستان وامتد سلطانه إلى حدود نيسابور ، وانقاد الجميع له وأقام المدن على نحو ما ذكر من قبل عند الحديث عن سارى وقد أقام العمران فى طبرستان بما لم يكن له شبيه من