وعن عبد الرزاق
أن قائله هو العمرى الزاهد.
قال التوربشتى
فى شرح المصابيح : وما ذكره ابن عيينة وعبد الرزاق فهو محمول منهما على غلبة الظن
دون القطع به ، وقد كان مالك رحمهالله تعالى حقيقا بمثل هذا الظن فإنه كان إمام دار الهجرة
والمرجوع بها إليه فى علم الفتيا وكذلك العمرى الزاهد ، وهو عبد الله بن عمر رضى
الله عنهما بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهم ، وقد كان نسيج وحده
وكان من عباد الله الصالحين المشائين فى عباده (ق ٣٠) وبلاده بالنصيحة ، ولقد كان
بلغنا أنه يخرج إلى البادية ليتفقد أحوالها شفقة منه عليهم وإذا ألحق النصيحة فيهم
فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان يقول لعلماء المدينة : شغلكم طلب الجاه وحب
الرياسة عن توفية العلم حقه فى إخوانكم من المسلمين ، تركتموهم فى البوادى
والفلوات يعمهون فى أودية الجهل ومنبهة الضلال ، أو كلاما هذا معناه.
قال التوربسى
ولو جاز لنا أن نتجاوز الظن فى مثل هذه القضية لكان قولنا إنه عمر أولى من قوله
إنه العمرى مع القطع به ، فقد لبث بالمدينة أعواما يجتهد فى تمهيد الشرع وتبين
الأحكام ، ولقد شهد له أعلام الصحابة بالتقوى فى العلم حتى قال ابن مسعود رضى الله عنه يوم استشهد عمر رضى الله عنه : لقد دفن
بموته تسعة اعشار العلم ، انتهى.
__________________