وفى لفظ «من جاءنى زائرا لم تترعه حاجة إلا زيارتى كان حقا على أن أكون له شفيعا يوم القيامة» كذا فى الخليعات وعند أبى يعلى الموصلى بلفظ «من زارنى بعد وفاتى عند قبرى فكأنما زارنى فى حياتى» وفى لفظ الدارقطنى «كان كمن زارنى فى حياتى وصحبنى» وفى لفظ «من زارنى محتسبا إلى المدينة كان فى جوارى يوم القيامة» ذكره البيهقى وابن الجوزى وغيرهما.
وعند ابن عدى عن ابن عمر يرفعه «من حج البيت ولم يزرنى فقد جفانى» وذكره ابن الجوزى فى الموضوعات وهو غير جيد لأن ابن عدى لما رواه بين سند وحكم بأنه جيد والدارقطنى لما رواه فى غريب مالك قال تفرد به هذا الشيخ يعنى النعمان بن شبل وهو منكر ولا يلزم من هذا أن لا يكون المتن منكرا وفى البيهقى فى السنن الكبير وفى الثامن من فوائد الحافظ أبى الفتح الأزدى عن ابن مسعود (ق ٢٣٠) يرفعه «من حج حجة الإسلام وزار قبرى وغزا غزوة وصلى علىّ فى بيت المقدس لم يسأله الله تعالى فيما افترض عليه».
وفى الدرة الثمينة لابن النجار عن أنس يرفعه «ما من أحد من أمتى له سعة ثم لم يزرنى فليس له عذر». وقد تقدم فى باب الفضائل.
الأحاديث الواردة فى
فضل زيارة القبر المقدس
قوله صلىاللهعليهوسلم فى الحديث «وجبت له شفاعتى» (١) معناه حقت وثبتت ولزمت وأنه لا بد منها بوعده صلىاللهعليهوسلم تفضلا.
قال الشيخ تقى الدين السبكى (٢) وقوله له اما أن يكون المراد له بخصوصه بمعنى أن
__________________
(١) حديث : «من زار قبرى وجبت له شفاعتى» أخرجه الدارقطنى وأبو بكر البزار.
(٢) هو الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر الأصولى النحوى اللغوى الأديب المجتهد تقى الدين أبو الحسن على بن عبد الكافى بن على بن تمام شيخ الإسلام ، ولد سنة ٦٨٣ ه وأخذ الفقه عن ابن الرفعة ، ـ ـ والحديث عن الشرف الدمياطى ، والقراءات عن التقى الصائغ ، والأصلين ، والمعقول عن العلاء الباجى والخلاف والمنطق عن السيف البغدادى ، والنحو عن أبى حيان ، والتصوف عن التاج بن عطاء ، وسمع ابن الصواف ، ثقة ، مات سنة ٧٥٦ ه.