هذه دار هجرة نبى فى آخر الزمان طوبى لمن آمن به واتبعه ، فقال له قومه كم بيننا و (ق ٢٩) بين خروجه؟ قال : زهاء ألف عام.
ووادى النمل هو وادى السديرة بأرض الطائف من أرض الحجاز ، قاله كعب وقيل هو بالشام.
وعن أنس (١) رضى الله عنه أن النبى صلىاللهعليهوسلم كان اذا قدم من سفر فنظر إلى جدار المدينة أوضع راحلته وإن كان على دابة حركها (٢).
وعن أبى هريرة (٣) رضى الله عنه قال : «توشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة» (٤) قال الترمذى (٥) حديث حسن.
روى عن سفيان بن عيينة (٦) أنه قال هو مالك بن أنس رحمهالله تعالى.
__________________
(١) هو أنس بن مالك بن النضر أبو حمزة الأنصارى المدنى ، خادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وله صحبة طويلة وحديث كثير. مات سنة ٩٣ ه.
(٢) ورد فى السيرة لابن هشام ٢ / ١٠٢.
(٣) هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسى اليمانى ، حفظ عن النبى صلىاللهعليهوسلم الكثير ، وعن أبى بكر وعمر وأبى بن كعب ، وعنه سعيد بن المسيب وبشير بن نهيك ، وخلق كثير ، وكان من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى مع الجلالة والعبادة والتواضع.
قال البخارى : روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر .. وولى إمارة المدينة ، وناب أيضا عن مروان فى إمرتها.
قال الشافعى : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث فى دهره ، مات سنة ٥٨ ه.
(٤) ورد فى الترمذى باب العلم ١٨.
(٥) هو أبو عيسى الترمذى محمد بن عيسى بن سورة بن الضاحك السلمى ، صاحب الجامع والعلل ، روى عنه محمد بن المنذر شكر والهيثم بن كليب ، وأبو العباس المحبوبى ، وخلق ، مات سنة ٢٧٩ ه.
(٦) هو سفيان بن عيينة بن أبى عمران ميمون الهلالى أبو محمد الكوفى الأعور.
روى عن عمرو بن دينار والزهرى ، وزياد بن علاقة ، وزيد بن أسلم ، ومحمد بن المنكدر ، وعنه الشافعى وابن المدينى وابن معين ، وابن راهويه ، والفلاس.
قال ابن المدينى : ما فى أصحاب الزهرى أتقن من ابن عيينة.
وقال الشافعى : لو لا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز .. مات سنة ١٩٨ ه.