قال العفيف المرجانى (١) : سمعت والدى يقول كنت ذات يوم جالسا فى البستان فإذا بمقدار ثلاثين أو أربعين فارسا لابسين بياضا معممين ملثمين جميعهم قاصدين المدينة فاتبعتهم فى أثرهم فلم أجد لهم خبرا فسألت عنهم فلم أجد (ق ٣١) من يخبرنى عنهم ولم أجد لهم أثرا فعلمت أنهم من الملائكة أو من مؤمنى الجن أو صالحى الإنس أتوا لزيارة النبى صلىاللهعليهوسلم قال والبستان اليوم باق معروف بالمرجانية بالقرب من المصلى ..
قال العفيف : وسمعته يقول من بركة أرض المدينة أنى زرعت بالبستان بطيخا فلما استوى أتانى بعض الفقراء من أصحابى فأشاروا إلى بطيخة انتهت وقالوا هذه لا تتصرف فيها هى لنا إلى اليوم الفلانى ، فلما خرجوا أتى من قطعها ولم أعلم فتشوشت من ذلك ونظرت فاذا بنوارة قد طلعت مكان تلك البطيخة فلم يأت يوم وعد الفقراء إلا وهى أكبر من الأولى فأتوا وأكلوها ولم يشكوا أنها الأولى.
قال العفيف فى تاريخه أيضا : سمعت والدى يقول سحرت امرأة من أهل اليمن زوجها وغيرت صورته واتفق لهم حكاية طويلة ثم شفع فيه بعض الناس فقالت امرأته : لا بد أن أترك فيه علامة فاطلقته بعد ان نبت له ذنب كذنب الحمار فحج وهو على تلك الحالة فشكى ذلك إلى أبى عبد الله محمد بن يحيى الغرناطى (٢) فقيه كان بمكة فأمره بالسفر إلى المدينة (ق ٣٢) فسار فى طريق المدينة إليها قال : فعند وصوله الى قباء سقط منه ذلك الذنب بإذن الله تعالى.
__________________
(١) سبق التعريف به فى ص ٤٤ حاشية (٤).
(٢) هو محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنانى أبو عبد الله الحافظ نزيل مكة ، روى عن فضيل بن عياض وأبى معاوية ، وخلق ، وعنه وهلال بن العلاء ووثقة ابن حبان.
وقال أبو حاتم : صدوق حدث بحديث موضوع عن ابن عينية ....
قال البخارى : مات سنة ٢٤٣ ه.