اليعربي ، فاستشار أهل العلم ، [و](١) أهل الاستقامة في الدين ، أن ينصبوا لهم إماما يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، فأمضوا نظرهم ؛ وأجالوا فكرهم ، من يكون أهلا لذلك ، والقدوة يومئذ الشيخ العالم خميس بن سعيد بن علي الشقصي الرستاقي.
فاجتمعت آراؤهم أن ينصبوا السيد الأجل [ناصر بن مرشد](٢) ، فمضوا إليه ، وطلبوا [م ٣٤٣] منه ذلك ، ورغبوه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأجابهم إلى ذلك ، فعقدوا في عام أربع وثلاثين بعد الألف ، وكان مسكنه قصرى (٣) من بلد الرستاق ، فأظهر العدل ودمر الجهل.
وعضده رجال اليحمد بأنفسهم ، وأمدوه بأموالهم وذخائرهم (٤) وأجمع رأيهم أن يهجموا على القلعة ليلا (٥) وكان فيها بنو عمه ، بعد موت جده مالك ، فاستفتحها الإمام ثم توجه إلى قرية نخل ، وكان فيها عمه سلطان بن أبي العرب ، فحاصرها (٦) أياما ثم افتتحها. وكانت فرقة من أهلها غير تابعة للإمام ، فظاهرت عليه الأعداء ، فحصروه [في الحصن](٧) ثم أتاه رجال اليحمد ، فنصروه ، فبدد الله شمل أعدائه ، ورجع (٨) إلى الرستاق ، بعد أن جعل فيها واليا.
__________________
(١) ما بين حاصرتين إضافة المعنى
(٢) ما بين حاصرتين إضافة للإيضاح
(٣) في الأصل (قصر)
(٤) في الأصل (ذخايرهم)
(٥) يعني قلعة الرستاق
(٦) في الأصل (محاصره)
(٧) ما بين حاصرتين إضافة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ٤)
(٨) في الأصل (ومضى). والصيغة المثبتة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ، ص ٤)