خلف مسيّرا وأخذ الأمان على أهل البلد ، فمنهم من قام ، ومنهم من خرج خوف السلطان.
فلما علم سيف بن محمد هذا الخبر ، جاء من السر ، وعلم به الأمير عمير بن حمير ، فأقبل من سمائل إلى نزوى ، ومضى إلى القرية ، فأخذها ووهبها لسيف بن محمد ، فكان مأمونه فيها ، ثم رجع إلى نزوى ينتظر الأمر مدة أيام.
فمات سليمان بن المظفر ، وكان له ولد صغير السن فملك من بعده [م ٣٣٠] عرار بن فلاح.
ثم طلع سيف بن محمد إلى نزوى ، وأخذ من الأمير عمير قوما كثيرا ، فسار بهم إلى القرية ، فلبثوا سبعة أيام ، ودخل بهم حارة من بهلا ـ اسمها حارة أبي مان ـ فأحدق بهم عرار بن فلاح مدة أيام.
ثم إنه سيرهم بما عندهم من الزانة ، وثبت له حصن [القرية](١) ، وتجديد الخدمة مدة سنة ، وكانت هذه الدخلة ليلة سادس صفر ، سنة أربع وعشرين سنة بعد الألف.
ثم مات بعد ذلك عرار بن فلاح ، وكان موته لعشر ليال خلون من شهر الحج من هذه السنة. وملك من بعده مظفر بن سليمان ، وأقام في ملكه مدة شهرين ، ثم مات. وملك من بعده مخزوم بن فلاح مدة شهري زمان ، فخرج عليه نبهان وسيف بن محمد ، ليخرجاه من الحصن ، فطلب التسيار (٢) ، فسيروه بلازانة ولا سلاح ، وكان خروجه إلى ينقل ، من الظاهرة ، فتولى الأمر على [أصحابها مدة من الزمان ، وأقام
__________________
(١) ما بين حاصرتين إضافة من تحفة الأعيان للسالمى (ج ١ ، ص ٣٩٤)
(٢) السير : الذهاب ، سار يسير سيرا ومسيرا وتسيارا مسيرة وسيرورة. وتسيار تشير إلى الكثيرة (لسان العرب)