الدواب بين الصفين ، نمشي تارة ، ونقف أخرى» .
وقال أيضا : «لقد
مر بنا رجل جمع بين العلم والتصوف ، وأنه يؤثر زيارة السلطان ، فعرّفت السلطان
رحمة الله عليه تلك الليلة وصول هذا الرجل ، فاستحضره ، وروى عنه حديثا» .
وقال أيضا إنه
كان : «حافظا لأنساب العرب ووقائعهم ، عارفا بسيرهم وأحوالهم ، حافظا لأنساب خيلهم
، عالما بعجائب الدنيا ، ونوادرها ، بحيث كان يستفيد محاضره منه ما لا يسمع من
غيره» .
وكذلك كان كثير
من خلفاء صلاح الدين أهل علم ، ودراية ، ورواية ، وفقه :
فالملك المعظم
عيسى ابن الملك العادل محمد ملك دمشق والشام ـ وهو ابن أخي صلاح الدين ـ حفظ
القرآن ، وبرع في الفقه على مذهب أبي حنيفة ، ودرس العربية ، والحديث ، وغيرهما من
العلوم ، وصنف التصانيف المفيدة ، منها السهم المصيب في الرد على الخطيب ـ ذب فيه
عن الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه ـ وشرح الجامع الكبير في الفقه بمعاونة
غيره ؛ وسمع مسند الإمام أحمد ، وأمر بترتيبه ، وكان يبحث ، ويناظر ، ويفتي.
والملك الكامل
محمد ابن الملك العادل محمد ملك مصر والشام وغيرهما ـ وهو أخو المعظم ـ كان عالما
بالحديث ، يحرص على حفظه ونقله ، وقد شغف بسماعه ، وله تعليقات حسنة على صحيح مسلم
، وخرّج له الشيخ أبو القاسم بن الصّفراوي أربعين حديثا سمعها منه جماعة ، وكان
يناظر العلماء ، ويكثر من مجالستهم.
__________________