وأظهر الله إمام المسلمين على جميع الباغين فأخرجهم من ديارهم وقراهم واستوثق مردتهم وأهان عزيزهم وقمع ظالمهم ومنع غاشمهم وأمكنه الله منهم وأعانه عليهم وأيده بنصره وأمده بتوفيقه حتى علا الإسلام وظهر ، وخفي الباطل واستتر ، وغشي العدو بعمان وانتشر فيهم البدو والحضر ولم تبق إلا طائفة من النصارى متحصنين في سور مسكد بعد أن نصب لهم الحرب حتى وهنوا وضعفوا ووهى سلطانهم وتفرق أعوانهم وكان الموت والقتل يأتي على أكثرهم فتوفاه الله وجميع أهل الخير عنه راضون وله موالون مناصرون وكانت وفاته يوم الجمعه لعشر ليال خلون من ربيع الاخر من سنة تسع وخمسين وألف سنة (١) من الهجرة كما قال الشاعر :
فبالجمعة الزهراء مات ابن راشد |
|
لعشر من الشهر الربيع المؤخر |
وخمسون مع ألف وتسع تصرمت |
|
لهجرة هادينا النبي المطهر |
وكانت مدة ملكه ستا وعشرين سنة وقبر في نزوى مع مساجد العباد وقبره مشهور ومعروف.
فضائله : وللإمام ناصر بن مرشد فضائل مشهورة فمنها أنه كان رجل نائما في مسجد قصر الرستاق فرأى كأن في إحدى زوايا المسجد سراجا مضيئا فلما انتبه رأى في تلك الزاوية الإمام مضطجعا وذلك قبل إن تعقد له الإمامة.
وقيل إن أمه كان لها زوج بعد أبيه فكان الإمام رحمه الله يأمرها أن تصنع له طعاما قبل طعامهم لئلا تبقى بقية من طعام زوجها فتدخل في طعامه ، فخالفت أمره يوما فعجنت طحين زوجها ثم خبزته ولم تغسل الوعاء وصبت طحين
__________________
(١) يصادف ١٠ ربيع الأخر سنة ١٠٥٩ اليوم ٢٣ من شهر نيسان إبريل عام ١٦٤٩ ، وفي بعض المصادر أن تاريخ مبايعته هي ١٠٢٤ ه وتاريخ وفاته ١٠٥٠ ه.