وقتيل) فلا يقال : مررت برجل كحيل عينه ولا قتيل أبوه ، (خلافا لابن عصفور) حيث أجاز ذلك ، قال أبو حيان : ويحتاج في منع ذلك وإجازته إلى نقل صحيح عن العرب.
الصفة المشبهة
مسألة (كهو) أيضا (الصفة المشبهة به عملا لكن) تخالف في أنها (لا تعمل مضمرة ولا في أجنبي) ، بل في سببي (ولا في سابق) عليها ، بل في متأخر عنها (ولا) في (مفصول) بينها وبينه ، بل في متصل بها ، قال الخفاف في شرحه : لم يفصلوا بين الصفة المشبهة ومعمولها فيقولوا كريم فيها حسب الآباء إلا في الضرورة ، كما قال :
١٤٨٨ ـ والطّيبون إذا ما ينسبون أبا
(ولا مرادا بها غير الحال) واسم الفاعل يعمل مضمرا نحو : أنا زيدا ضاربه تقديره أنا ضارب زيدا ضاربه ، كما يعمل مظهرا ، وفي أجنبي كما يعمل في سببي ، وفي متقدم عليه كما يعمل في متأخر عنه ، وفي مفصول كما يعمل في متصل ومرادا به الاستقبال كما يعمل في مراد به الحال ، وقولي : (في الأصح فيهما) راجع إلى الأخيرين ، قال أبو حيان : ذكر صاحب «البسيط» أنه يجوز الفصل بين هذه الصفة وبين معمولها إذا كان مرفوعا أو منصوبا كقوله تعالى : (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) [ص : ٥٠] ، قال : ولم يتعرض ابن مالك في «التسهيل» لزمان هذه الصفة ، وذكر ذلك في أرجوزته فقال :
وصوغها من لازم لحاضر
وفي المسألة خلاف ذهب أكثر النحويين إلى أنه لا يشترط أن تكون بمعنى الحال ، وذهب أبو بكر بن طاهر إلى أنها تكون للأزمنة الثلاثة ، وأجاز أن تقول : مررت برجل حاضر الابن غدا ، فيكون بمعنى المستقبل ، وذهب السيرافي إلى أنها أبدا بمعنى الماضي وهو ظاهر كلام الأخفش ، قال : والصفة لا يجوز تشبيهها إلا إذا ساغ أن يبنى منها قد فعل ، وذهب ابن السراج والفارسي إلى أنها لا تكون بمعنى الماضي وهو اختيار الشلوبين ، قال : وسواء رفعت أو نصبت ؛ لأنك إذا قلت : مررت برجل حسن الوجه فحسن الوجه ثابت في الحال لا تريد مضيا ولا استقبالا ؛ لأنها لما شبهت باسم الفاعل لم تقو قوته في عملها في الزمانين ، وقد جمع بعض أصحابنا بين قول السيرافي وقول ابن السراج بأن
__________________
١٤٨٨ ـ البيت من البسيط ، وهو للحطيئة في ديوانه ص ١٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٨٦ ، وشرح الرضي ٢ / ٦٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٥.