(خلافا لابن السراج) في قوله بجواز تقديم (المفعول عليه) ، فأجاز يعجبني عمرا ضرب زيد ، (و) من ثم أيضا (لا يفصل من معموله بتابع أو غيره) ، كما لا يفصل بين الموصول وصلته ، وشمل التابع النعت وغيره خلافا لقول «التسهيل» : ولا منعوت قبل تمامه ، فلا يقال : عجبت من ضربك الشديد زيدا ، ولا من شربك وأكلك اللبن ، بل يجب تأخيره كقوله :
١٤٦٤ ـ إن وجدي بك الشّديد أراني
وأما قوله :
١٤٦٥ ـ أزمعت يأسا مبينا من نوالكم
فمؤول على إضمار يئست من نوالكم ، وكذا قوله تعالى : (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) [الطارق : ٨ ـ ٩] يقدر يرجعه يوم ، (ولا يتقدر عمله بزمان) ، بل يعمل ماضيا وحالا ومستقبلا كما تقدم (خلافا لابن أبي العافية في) قوله : لا يعمل في (الماضي) ، قال أبو حيان : ولعله لا يصح عنه ، (ولا يحذف) المصدر (باقيا معموله في الأصح) لأنه موصول والموصول لا يحذف ، وقيل : يجوز لدليل ؛ لأنه كالمنطوق كما يحذف المضاف لدليل ويبقى عمله في المضاف إليه قيل : ومنه قوله تعالى : (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) [المائدة : ١١٢] ، أي : سؤال ربّك ؛ إذ لا يصح تعليق الاستطاعة بغير فعل المستطيع.
(وإعماله مضافا أكثر) من إعماله منونا استقراء ، وعلله ابن مالك بأن الإضافة تجعل المضاف إليه كجزء من المضاف كما يجعل الإسناد الفاعل كجزء من الفعل ويجعل المضاف كالفعل في عدم قبول أل والتنوين فقويت بها مناسبة المصدر للفعل ، (ثم) إعماله (منونا) أكثر من إعماله معرفا بأل ؛ لأن فيه شبها بالفعل المؤكد بالنون الخفيفة ، (وأنكره الكوفية) أي : إعماله منونا ، وقالوا : إن وقع بعده مرفوع أو منصوب فبإضمار فعل يفسر المصدر من لفظه كقوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) [البلد : ١٤ ـ ١٥] التقدير يطعم ، ورد بأن الأصل عدمه ، (ثم) يليه (إعماله معرفا بأل) كقوله :
__________________
١٤٦٤ ـ تقدم برقم (١٢١٧).
١٤٦٥ ـ البيت من البسيط ، وهو للحطيئة في ديوانه ص ١٠٧ ، والأغاني ٢ / ١٥٤ ، وحاشية ياسين ٢ / ٦٣ ، وحماسة البحتري ص ١٦٦ ، والخصائص ٣ / ٢٥٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩١٦ ، ولسان العرب ٦ / ٢٣٠ ، مادة (نسس) ، والمحتسب ١ / ٣٠٧ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٨٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٤٦٩.