بخلافه وهو معدود ، (ومنه غير ما مر) من النواسخ والاستثناء (قلّ للنفي المحض فترفع الفاعل متلوا بصفة) مطابقة له ، نحو : قل رجل يقول ذلك ، وقل رجلان يقولان ذلك ، بمعنى ما رجل.
(ويكف عنه بما) الكافة (فلا يليها غير فعل اختيارا) ولا فاعل لها ؛ لإجرائها مجرى حرف النفي ، نحو : قلما قام زيد ، وقد يليها الاسم ضرورة كقوله :
١٤٠١ ـ ... وقلّما |
|
وصال على طول الصدود يدوم |
(و) منه (تبارك) من البركة (وهدك من رجل) وهدتك من امرأة بمعنى كفاك وكفتك ، (وسقط في يده) بمعنى ندم ، (وكذب في الإغراء) بمعنى وجب ، كقول عمر : كذب عليكم الحج (٢) ، أي : وجب ، قال ابن السكيت : بمعنى عليكم به كلمة نادرة جاءت على غير القياس ، وقال الأخفش الحج مرفوع به ومعناه نصب ؛ لأنه يريد الأمر به كقولهم : أمكنك الصيد ، يريد ارمه ، وقال أبو حيان : الذي تقتضيه القواعد في مثل هذا أنه من باب الإعمال والمرفوع فاعل (كذب) ، وحذف مفعول عليك ، أي : عليكم لفهم المعنى ، وإن نصب فهو ب : (عليك) ، وفاعل كذب مضمر يفسره ما بعده على رأي سيبويه ، أو محذوف على رأي الكسائي ، وهذه الأفعال المذكورة لم يستعمل منها إلا الماضي ، والرابع منها لم يستعمل إلا مبنيا للمفعول و (في يده) مرفوعه.
قال أبو حيان : لكن قرئ سقط بالبناء للفاعل ، أما (قل) مقابل (كثر) ، وكذب بمعنى اختلق أو أخطأ أو أبطل فمتصرفة ، (ويهيط) يصيح ويضيج لم يستعمل إلا مضارعا ، يقال : ما زال منذ اليوم يهيط هيطا ، (وأهلم) بفتح الهمزة والهاء وضم اللام وبضم الهمزة وكسر اللام لم يستعمل منه الماضي ولا الأمر في أكثر اللغات ، (وأهاء) مبني للفاعل بمعنى آخذ ، وللمفعول بمعنى أعطي لم يستعمل منه غير المضارع.
__________________
١٤٠١ ـ البيت من الطويل ، وهو للمرار الفقعسي في ديوانه ص ٤٨٠ ، والأزهية ص ٩١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، ٢٢٩ ، ٢٣١ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٠٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧١٧ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٠٧ ، ٢ / ٥٨٢ ، ٥٩٠ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ١٤٤ ، وخزانة الأدب ١ / ١٤٥ ، والخصائص ١ / ١٤٣ ، ٢٥٧ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٧٦.
(١) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٥ / ١٧٢ (٩٢٧٦).