واضربنان يا هندات ولا تقع الخفيفة ؛ لأن فيه جمعا بين ساكنين ، (خلافا ليونس والكوفية) حيث أجازوا وقوع الخفيفة بعدهما مكسورة ، قال ابن مالك : ويؤيده قراءة بعضهم : تدمرانهم تدميرا [الفرقان : ٣٦] ، ويمكن أن يكون منه قراءة ابن ذكوان : (وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [يونس : ٨٩] انتهى.
وأما سيبويه فإنه قال ردا على من أجاز ذلك : هذا لم تقله العرب وليس له نظير في كلامهم ، وعلى الأول (فتكسر الثقيلة) في هذين الحالين لالتقاء الساكنين (وتفصل النون) من نون الإناث (بألف على القولين) أي : على قول الجمهور ويونس معا ، أي : من أكد بالثقيلة فصل بها نحو : اضربنانّ ، ومن أكد بالخفيفة فصل بها نحو : اضربنان ، (وتحذف الخفيفة لملاقاة ساكن) كقوله :
١٣٨٦ ـ لا تهين الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدّهر قد رفعه |
(وندر) حذفها (في الوصل) دونه كقوله :
١٣٨٧ ـ اصرف عنك الهموم طارقها
(و) تحذف الخفيفة (للوقف بعد كسر أو ضم ، مردودا ما حذف لها) من ياء أو واو لزوال سبب حذفهما وهو التقاء الساكنين بحذفها ، كقولك في اضربن واضربن : اضربي واضربوا ، وقال أبو حيان : الذي يظهر أن دخولها في الوقف خطأ ؛ لأنها لا تدخل لمعنى التوكيد ، ثم يحذف ولا يبقى دليل على مقصودها الذي جاءت له ، وأجاز يونس في هذه الحالة (إبدالها ياء وواوا) ويظهر ذلك ظهورا بينا في نحو : اخشون واخشين ، فيقال : اخشيي واخشووا (كما أبدلت ألفا بعد الفتح) إجماعا كقولك في اضربن : اضربا ، وفي التنزيل : (لَنَسْفَعاً) [العلق : ١٥] ، ولذلك رسم بالألف على نية الوقف.
(خاتمة التنوين نون تثبت لفظا لا خطا) هذا أحسن حدوده وأخصرها وأوجزها ؛ إذ سائر النونات المزيدة الساكنة أو غيرها تثبت خطا ، وهو أقسام :
__________________
١٣٨٦ ـ البيت من المنسرح ، وهو للأضبط بن قريع في الأغاني ١٨ / ٦٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٠٣ ، وتقدم الشاهد برقم (٤٩٥).
١٣٨٧ ـ البيت من المنسرح ، وهو لطرفة بن العبد في ملحق ديوانه ص ١٥٥ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٥٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٣٣ ، وشرح المفصل ٦ / ١٠٧ ، ولسان العرب ٦ / ١٨٣ ، مادة (قنس) ، ١٣ / ٤٢٩ ، مادة (نون) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٣٧ ، ونوادر أبي زيد ص ١٣ ، وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٥٦٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٧٠.