(وفصله) منها ضرورة (وأجازه الفراء بشرط) إن (فيهما) أي : في لم ولما نحو : لم أو لما إن تزرني أزرك ، ومنعه هشام.
أدوات الشرط
(ومنها) أي : الجوازم (أدوات الشرط) وهي (إن) أم الباب ، (وما ومن ومهما) بمعنى (ما) ، وقيل : أعم منها ، (وهي بسيطة وزنها فعلى وألفها تأنيث) ، ولذا لم تنون باقية على التنكير أو مسمى بها ، (أو إلحاق) وزال تنوينها للبناء ، (أو مركبة) من ما الجزائية وما الزائدة كما قيل في (متى ما) و (أما) ، ثم أبدلت الهاء من الألف الأولى دفعا للتكرار لتقاربهما في المعنى ، وهو رأي الخليل واختاره الرضي قياسا على أخواتها.
(أو) مركبة من (مه) بمعنى كف (وما الشرطية) وهو رأي الأخفش والزجاج ، ورد بأنه لا معنى للكف هنا إلا على بعد وهو أن يقال في مهما تفعل أفعل : إنه رد لكلام مقدر ، كأنه قيل : لا تقدر على ما أفعل.
(أو) هي (مه) المذكورة (أضيفت لما) الشرطية وهو رأي سيبويه (أقوال) ، قال أبو حيان : المختار أولها وهو البساطة ؛ لأنه لم يقم على التركيب دليل ، وقول أصلها (ماما) دعوى أصل لم ينطق به في موضع من المواضع.
متى وأيان
(ومتى وأيان) وهما (ظرفا زمان) للعموم نحو : متى تقم أقم وأيان تقم أقم ، (وكسر) همزة (إيان لغة) لسليم ، (وأنكر قوم جزمها لقلته) وكثرة وروده استفهاما نحو : (أَيَّانَ مُرْساها) [النازعات : ٤٢] ، (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النحل : ٢١] ، قال أبو حيان : وممن لم يحفظ الجزم بها سيبويه لكن حفظه أصحابه ، (وتختص) إذا وردت (في الاستفهام بمستقبل) كما تقدم فلا يستفهم بها عن الماضي ، كذا قال ابن مالك وأبو حيان ولم يحكيا فيها خلافا ، وأطلق السكاكي والقزويني في «الإيضاح» كونها للزمان ، ومثّلا بأيان جئت ، وهو يشعر بأنها تستعمل في الماضي ، والصواب خلافه ، وقد قيده في «تلخيصه» ، نعم نقل عن علي بن عيسى الربعي أنها تختص بمواقع التفخيم نحو : (أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) [الذاريات : ١٢] ، (أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ) [القيامة : ٦] ، والمشهور أنها لا تختص به ، (بخلاف متى) إذا استفهم بها فإنها يليها الماضي والمستقبل.
حيثما وأين وأنى