(وحيثما وأين وأنى) والثلاثة ظروف (للمكان) عموما ، وقد تخرج (أين) عن الشرطية فتقع استفهاما ، بخلاف (حيثما) ، وتقع (أنى) استفهاما بمعنى (متى) نحو : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) [البقرة : ٢٢٣] ، وبمعنى من أين نحو : (أَنَّى لَكِ هذا) [آل عمران : ٣٧] ، وبمعنى كيف نحو : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) [البقرة : ٢٥٩] ، واختار أبو حيان في الآية الأولى أنها شرطية أقيمت فيها الأحوال مقام الظروف المكانية والجواب محذوف.
أي
(وأي) وهي (بحسب ما تضاف إليه) فإن أضيفت إلى ظرف مكان فظرف مكان نحو : أيّ جهة تجلس أجلس ، أو زمان أو مفعول أو مصدر فكذلك ، وهي لعموم الأوصاف.
إذ ما
(وإذ ما وأنكر قوم الجزم بها) وخصوه بالضرورة ك : إذا (ولا ترد ما و) لا (مهما للزمان) وقيل : تردان له ، وجزم به الرضي قال : نحو : ما تجلس من الزمان أجلس فيه ، ومهما تجلس من الزمان أجلس فيه ، وحمل عليه بعضهم قوله :
١٢٨٨ ـ مهما تصب أفقا من بارق تشم
أي : أيّ وقت تصب بارقا من أفق ، فقلب ، واستدل له ابن مالك بقوله :
١٢٨٩ ـ وإنّك مهما تعط بطنك سؤله |
|
وفرجك نالا منتهى الذّمّ أجمعا |
ورد بجواز كونها للمصدر ، أي : إعطاء كثيرا أو قليلا ، (ولا) ترد (مهما حرفا) بل تلزم الاسمية ، وقال خطاب والسهيلي : ترد حرفا بمعنى (إن) كقوله :
١٢٩٠ ـ ومهما تكن عند امرئ من خليقة |
|
وإن خالها تخفى على الناس تعلم |
__________________
١٢٨٨ ـ البيت من البسيط ، وهو لساعدة بن جؤية في خزانة الأدب ٨ / ١٦٣ ، ١٦٦ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١١٢٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٥٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٥٧ ، ٢ / ٧٤٣ ، ولسان العرب ١٤ / ٤ ، مادة (أبي) ٤٧٣ ، مادة (صوي) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ٢٦٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٦ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٣٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٣٢.
١٢٨٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لحاتم الطائي في ديوانه ص ١٧٤ ، والجنى الداني ص ٦١٠ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٧ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٨١ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٤٤ ، ومغني اللبيب ص ٣٣١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٠٧.
١٢٩٠ ـ تقدم الشاهد برقم (١١٣٢).