لا ترد عندهم للزمان ، وأجيب بأنهما غير متأصلين في الظرفية ، وإنما هما في الأصل صفتان للزمان ؛ إذ أصل جئت قبلك جئت زمانا قبل زمن مجيئك فجعل ذلك فيهما ، وقال ابن مالك وجماعة : هي فيهما زائدة بناء على ما اختاره من زيادتها في الإيجاب.
(و) الأصح أنها (في أفعل) التفضيل (ابتدائية) وهو قول سيبويه ، ففي نحو : زيد أفضل من عمرو لابتداء الارتفاع ، وشر منه لابتداء الانحطاط ؛ إذ لا يقع بعدها (إلى) ، وقال ابن مالك وابن ولاد : للمجاوزة ، وكأنه قيل : جاوز زيد عمرا في الفضل أو الشر ، أي : ابتداء التفضيل منه. قال ابن هشام : ولو صح ذلك لوقع موضعها (عن).
(قال الزمخشري) في «الكشاف» (والطيبي) في حاشيته : (وترد) من (اسما مفعولا) كقوله تعالى : (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) [البقرة : ٢٢] ، أعرب من مفعولا لأخرج ، ورزقا مفعولا لأجله ، قال : وكذا حيث كانت للتبعيض فهي في موضع المفعول به ، قال الطيبي : وإذا قدرت (من) مفعولا كانت اسما ك : (عن) في قوله : من عن يمينه.
(تنبيه) ترد (إلى) أيضا اسما بمعنى النعمة وجمعه الآلاء ، و (في) اسما بمعنى (الفم) مجرورا ، و (كي) اسما مختصرا من (كيف) ، كما قيل في سوف سو ، ومتى اسما بمعنى وسط كما تقدم.
(ومرت أحرف في) مبحث (الاستثناء) وهي بيد وحاشا وخلا وعدا وبله ، (و) في (الظروف) وهي مذ ومنذ ومع على خلف وتفصيل ، فأغنى عن إعادتها هنا.
(مسألة : لا يحذف الجار ويبقى عمله اختيارا) وإن وقع فضرورة كقوله :
١١٣٦ ـ إذا قيل : أي النّاس شرّ قبيلة؟ |
|
أشارت كليب بالأكفّ الأصابع |
وقوله :
١١٣٧ ـ وكريمة من آل قيس ألفته |
|
حتى تبذّخ فارتقى الأعلام |
__________________
١١٣٦ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ص ٤٢٠ ، وتخليص الشواهد ص ٥٠٤ ، وخزانة الأدب ٩ / ١١٣ ، ١١٥ ، وشرح التصريح ١ / ٣١٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٤٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ١٧٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤١ ، وشرح الأشموني ١ / ١٩٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١٥.
١١٣٧ ـ البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٠٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٥ ، ولسان العرب ٩ / ٩ ، مادة (ألف) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٤١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٠٣.