٦٧٤ ـ بمثلك هذا لوعة وغرام
وقوله : تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ) [البقرة : ٨٥] ، وقوله :
٦٧٥ ـ لتحسب سيّدا ضبعا تبول
أي : يا ضبعا ، والأولون حملوا ذلك على الشذوذ والضرورة ، إلا الآية فعلى الابتداء والخبر ولا نداء ، وأما الحديث فلم يثبت كونه بلفظ الرسول صلىاللهعليهوسلم كما تقرر غير مرة ، ويؤيده وروده في بعض الطرق بلفظ : «يا حجر».
أما حذف المنادى وإبقاء حرف النداء ففيه خلاف ، فجزم ابن مالك بجوازه قبل الأمر والدعاء ، وخرج عليه قوله تعالى : (أَلَّا يَسْجُدُوا) [النمل : ٢٥] ، وقول الشاعر:
٦٧٦ ـ يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصّالحين على سمعان من جار |
أي : يا قوم أو يا هؤلاء ، قال أبو حيان : والذي يقتضيه النظر أنه لا يجوز ؛ لأن الجمع بين حذف فعل النداء وحذف المنادى إجحاف ، ولم يرد بذلك سماع من العرب فيقبل ، و (يا) في الآية والبيت ونحوهما للتنبيه ، وقال ابن مالك : حق المنادى أن يمنع حذفه ؛ لأن عامله حذف لزوما إلا أن العرب أجازت حذفه ، والتزمت إبقاء (يا) دليلا عليه وكون ما بعده أمرا أو دعاء ؛ لأنهما داعيان إلى توكيد المأمور والمدعو ، فاستعمل النداء قبلهما كثيرا حتى صار الموضع منبها على المنادى إذا حذف ، وبقيت (يا) فحسن حذفه لذلك ، وقد يفصل بين حرف النداء والمنادى بأمر كقول النخعية تخاطب أمها (لطيفة) :
٦٧٧ ـ ألا يا فابك تهياما لطيفا
__________________
٦٧٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ١٥٩٢ ، وشرح التصريح ٢ / ١٦٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٩٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٣٥ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٤٣ ، ومغني اللبيب ٢ / ٦٤١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٤٧.
٦٧٥ ـ البيت من الوافر ، وهو للأعلم الهذلي في شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٢٢ ، واللسان مادة (قنن) ، وللهذلي في الخصائص ٣ / ١٩٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧١٦.
٦٧٦ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٣٣٨ ، والإنصاف ١ / ١١٨ ، والجنى الداني ص ٣٥٦ ، وجواهر الأدب ص ٢٩٠ ، والخزانة ١١ / ١٩٧ ، ورصف المباني ٣ ، ٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٩٦ ، وشرح المفصل ٢ / ٢٤ ، ٤٠ ، والكتاب ٢ / ٢١٩ ، واللامات ص ٣٧ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٧٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٠٢.
٦٧٧ ـ البيت من الوافر ، وهو لبنت خالد النخعية في شفاء العليل ص ٨٠٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٦٥.