الرفع والكسائي النصب وجوز تقدمه مع العمل ودونه ، والفراء وأبطله ، ولا نص للبصرية ، قال أبو حيان : ومقتضى قواعدهم المنع ، ومعناها قال سيبويه : الجواب والجزاء ، قال الشلوبين : دائما ، والفارسي : غالبا ، ولا يحذف معمول ناصب دونه ولا لدليل على الأصح.
(ش) اختلف النحويون في حقيقة (إذن) فذهب الجمهور إلى أنها حرف بسيط ، وذهب قوم إلى أنها اسم ظرف وأصلها ؛ إذ الظرفية لحقها التنوين عوضا من الجملة المضاف إليها ، ونقلت إلى الجزائية فبقي فيها معنى الربط والسبب ، ولهذا قال سيبويه : معناها الجواب والجزاء ، فقال الشلوبين : دائما في كل موضع ، وقال أبو علي الفارسي : غالبا في أكثر المواضع كقولك لمن قال : أزورك : إذن أكرمك ، فقد أجبته وجعلت إكرامه جزاء زيارته ، أي : إن تزرني أكرمتك.
قال : وقد تتمحض للجواب كقولك لمن قال : أحبك : إذن أصدقك ؛ إذ لا مجازاة هنا ، والشلوبين يتكلف في جعل مثل هذا جزاء ، أي : إن كنت قلت ذلك حقيقة صدقتك ، وذهب الخليل إلى أنها حرف تركب من (إذ) و (أن) وغلب عليها حكم الحرفية ، ونقلت حركة الهمزة إلى الذال ثم حذفت ، والتزم هذا النقل فكأن المعنى إذا قال القائل : أزورك فقلت : إذ أن أكرمك ، قلت : حينئذ زيارتي واقعة ، ولا يتكلم بهذا ، وذهب أبو علي عمر بن عبد المجيد الرندي إلى أنها مركبة من (إذا) و (أن) ؛ لأنها تعطي ما تعطي كل واحدة منهما ، فتعطي الربط كإذا ، والنصب كأن ، ثم حذفت همزة أن ثم ألف إذا ؛ لالتقاء الساكنين ، وعلى الأول فهي ناصبة للمضارع بنفسها عند الأكثرين ؛ لأنها تقلبه إلى الاستقبال ، وقال الزجاج والفارسي : الناصب أن مضمرة بعدها لا هي ؛ لأنها غير مختصة ؛ إذ تدخل على الجمل الابتدائية نحو : إذن عبد الله يأتيك.
وتليها الأسماء مبنية على غير الفعل ، ولنصبها المضارع ثلاثة شروط :
أحدها : كونه مستقبلا فلو قيل لك : أحبك ، فقلت : إذن أظنك صادقا رفعت ؛ لأنه حال ومن شأن الناصب أن يخلص المضارع للاستقبال.
ثانيها : أن يليها فيجب الرفع في نحو : إذن زيد يكرمك للفصل ، ويغتفر الفصل بالقسم وبلا النافية خاصة ؛ لأن القسم تأكيد لربط إذن و (لا) لم يعتد بها فاصلة في أن ، فكذا في إذن ، قال الشاعر :