ضرورة ، وجوزه الكوفيون في السعة قال أبو حيان : والمحفوظ إظهارها بعد (كي) الموصولة بما كقوله :
١٠٠٥ ـ كيما أن تغرّ وتخدعا
ولا أحفظ من كلامهم جئت كي أن تكرمني ، ومع إظهار اللام نحو : جئت لكيما أن تقوم يترجح كونها جارة مؤكدة للام على كونها ناصبة مؤكدة بأن ؛ لأن (أن) هي التي وليت الفعل وهي أم الباب ، وما كان أصلا في بابه لا يجعل تأكيدا لما ليس أصلا مع ما فيه من الفصل بين الناصب والفعل ، واللام أصل في باب الجر فكانت كي توكيدا لها ، ولا يجوز أن تكون كي تأكيدا ل : (أن) ؛ لأن التأكيد في غير المصادر لا يتقدم على المؤكد.
ومن أحكام كي أنه لا يمتنع تأخير معلولها فيجوز أن تقول : كي تكرمني جئتك ، سواء كانت الناصبة أو الجارة وذلك أنها في المعنى مفعول من أجله وتقدم المفعول من أجله سائغ ، قال أبو حيان : وأجمعوا على أنه يجوز الفصل بينها وبين معمولها ب : (لا) النافية نحو : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) [الحشر : ٧] وب : (ما) الزائدة كقوله :
١٠٠٦ ـ تريدين كيما تجمعيني وخالدا
وبهما معا كقوله :
١٠٠٧ ـ أردت لكيما لا تري لي عشرة |
|
ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل |
وأما الفصل بغير (ما) فلا يجوز عند البصريين وهشام ومن وافقه من الكوفيين في الاختيار ، وجوزه الكسائي بمعمول الفعل الذي دخلت عليه وبالقسم وبالشرط فيبطل عملها فتقول : أزورك كي والله تزورني ، وأكرمك كي غلامي تكرم ، وأزورك كي إن تكافئ
__________________
١٠٠٥ ـ البيت من الطويل ، وهو لجميل بثينة في ديوانه ص ١٠٨ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٨١ ، ٤٨٢ ، ٤٨٣ ، ٤٨٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٣ ، ٢٣١ ، وشرح المفصل ٩ / ١٤ ، ١٦ ، وله أو لحسان بن ثابت في شرح شواهد المغني ١ / ٥٠٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١١ ، وخزانة الأدب ص ١٢٥ ، وجواهر الأدب ص ١٢٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٩٧.
١٠٠٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب ٥ / ٨٤ ، ٨ / ٥١٤ ، وشرح الرضي ٤ / ٥٦ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٢١٩ ، ولسان العرب ٣ / ٢٦٦ ، مادة (ضمد) ، وللهذلي في إصلاح المنطق ٥٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٧٤.
١٠٠٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لأبي ثروان العكلي في خزانة الأدب ٨ / ٤٨٦ ، ولسان العرب ١١ / ٨ ، مادة (أثل) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧١٠.