١٠٠٣ ـ يراد الفتى كيما يضرّ وينفع
فرفع الفعل على معنى يراد الفتى للضر والنفع ، وأما جئت كي أتعلم فيحمل عندهم أن تكون الناصبة بنفسها ؛ إذ قد ثبت أنها تنصب بنفسها فتكون بمعنى أن ، واللام المقتضية للتعليل محذوفة كما تحذف في جئت أن أتعلّم ، ويحتمل عندهم أن تكون الجارة وتكون أن مضمرة بعدها كما أضمرت بعد غيرها من الحروف على ما سيأتي بيانه ، ويبنى على هذا المذهب فرع وهو أنه هل يجوز أن تدخل كي على (لا) أم لا يجوز؟ والجواب أنك إن قدرتها الجارة لم يجز ؛ لأن (كي) كاللام فلا تدخل عليها إلا مع (أن) كما في اللام نحو : (لِئَلَّا يَعْلَمَ) [الحديد : ٢٩] ، وإن قدرتها الناصبة جاز نحو : كيلا تقدم.
وهي إذا كانت ناصبة لا يفهم منها السببية ؛ لأنها مع الفعل بعدها بتأويل المصدر كأن ولا تتصرف تصرف (أن) فلا تقع مبتدأة ولا فاعلة ولا مفعولة ولا مجرورة بغير اللام ، وتتعين الناصبة بعد اللام نحو : جئت لكي أتعلم ؛ لئلا يجمع بين حرفي جر ، ودخول اللام على الناصبة ؛ لكونها موصولة كأن ، ولذلك شبه سيبويه إحداهما بالأخرى.
وتتعين الجارة إذا جاءت قبل اللام نحو : جئت كي لأقرأ ، ف : (كي) حرف جر واللام تأكيد لها ، وأن مضمرة بعدها ، ولا يجوز أن تكون كي ناصبة للفصل بينها وبين الفعل باللام ، ولا يجوز الفصل بين الناصبة والفعل بالجار ولا بغيره ، ولا يجوز أن تكون كي زائدة ؛ لأن (كي) لم يثبت زيادتها في غير هذا الموضع فيحمل هذا عليه ، وهذا التركيب ـ أي : مجيء (كي) قبل اللام ـ نادر ، ومنه قول الطرماح :
١٠٠٤ ـ كادوا بنصر تميم كي ليلحقهم
وإضمار (أن) بعد الجارة على جهة الوجوب فلا يجوز إظهارها عند البصريين إلا في
__________________
١٠٠٣ ـ البيت من الطويل ، وهو للنابغة الجعدي في ملحق ديوانه ص ٢٤٦ ، وله أو للنابغة الذبياني في شرح شواهد المغني ١ / ٥٠٧ ، وللنابغة الجعدي ، أو للنابغة الذبياني أو لقيس بن الخطيم في خزانة الأدب ٨ / ٤٩٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٥ ، ولقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص ٢٣٥ ، وكتاب الصناعتين ص ٣١٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٣٣ ، وفي نسخة (يرجّى) بدلا من (يراد).
١٠٠٤ ـ عجز البيت :
فيه فقد بلغوا الأمر الذي كادوا
والبيت من البسيط ، وهو للطرماح في ديوانه ص ١٢٩ ، «طبعة دار الشرق» ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٦٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢١١.