كذا ، ولا يكون مبتدؤها إلا مصدرا ، فإن وقع جثة أول ، ومعمولا لحرف ناسخ نحو : إن عندي أن تخرج ، ولا بد أن يكون أحد الجزأين مصدرا إلا في لعل فيجوز أن يكون جثة نحو : لعل زيد أن يخرج ، حملا على (عسى) ، ومعمولا بحرف جر ويكثر حذفه ، ومعمولا لكان وأخواتها اسما وخبرا نحو : كان أن تقعد خيرا من قيامك ، وتكون عقوبتك أن أعزلك ، ومعمولا لظن وأخواتها مفعولا أولا وثانيا نحو : ظننت أن تقوم خيرا من أن تقعد ، وقوله :
٩٩٩ ـ إني رأيت من المكارم حسبكم |
|
أن تلبسوا خزّ الثّياب وتشبعوا |
أي : لبس الثياب ، ومعمولا لبعض أفعال المقاربة ولغيرها من أفعال غير الجزم نحو : طلبت منك أن تقوم ، وأردت أن تفعل ، وبدا لي أن أقوم ، بخلاف أفعال الجزم ، لا يقال : فعلت أن أقوم ، أي : القيام ، ولا أعطيتك أن تأمن ، أي : الأمان ، ومعمولا لاسم مضاف نحو : إنه أهل أن يفعل ، ومخافة أن تفعل ، وأجيء بعد أن تقوم ، وقبل أن تخرج ، وقال ابن الطراوة : لا يجوز أن يضاف إلى أن ومعمولها ؛ لأن معناها التراخي فما بعدها في جهة الإمكان ، وليس بثابت والنية في المضاف إثبات عينه بثبوت عين ما أضيف إليه ، فإذا كان ما أضيف إليه غير ثابت في نفسه فإن ثبوت غيره محال.
لن :
(ص) (لن) بسيطة ، وقال الخليل : من (لا أن) ، والفراء : لا النافية أبدلت نونا ، وإنما تنصب مستقبلا وتفيد نفيه ، وكذا التأكيد لا التأبيد على المختار ، وقال بعض البيانين : لنفي ما قرب ، والمختار وفاقا لابن عصفور : ترد للدعاء ويقدم معمول معمولها ، خلافا للأخفش الصغير ، ولا يفصل اختيارا وجوزه الكسائي بقسم ومعمول ، والفراء بشرط وأظن ، وتهمل ، وحكى اللحياني الجزم بها.
(ش) الثاني من نواصب المضارع (لن) والجمهور أنها حرف بسيط لا تركيب فيها ولا إبدال ، وقال الخليل والكسائي : إنها مركبة من (لا أن) ، فأصلها (لا أن) حذفت
__________________
٩٩٩ ـ البيت من الكامل ، وهو لعبد الرحمن بن حسان في خزانة الأدب ٤ / ٧١ ، والكتاب ٣ / ١٥٣ ، ولسعيد بن عبد الرحمن بن حسان في شرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦٨ ، ولبعض المحدثين في العقد الفريد ٣ / ٢٠ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ٤١٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١٦ ، وفي نسخة (حرّ الثياب) بدلا من (خزّ الثياب).