الصلة فكما لا تتقدم الصلة لا يتقدم معمولها هذا مذهب البصريين ، وجوز الفراء تقديمه لقوله :
٩٩٧ ـ كان خير بالعصا أن أجلدا
فقوله : (بالعصا) متعلق ب : (أجلد) ، وأجيب بندوره أو تأويله على تقدير متعلق دل عليه المذكور ، ونقل ابن كيسان عن الكوفيين الجواز في نحو : طعامك أريد أن آكل ، وطعامك عسى أن آكل.
ولا يجوز فصل أن الناصبة من الفعل لا بظرف ولا بمجرور ولا قسم ولا غير ذلك هذا مذهب سيبويه والجمهور ، وجوزه بعضهم بالظرف وشبهه نحو : أريد أن عندي تقعد ، وأريد أن في الدار تقعد ، قياسا على أن المشددة حيث يجوز ذلك فيها بجامع ما اشتركا فيه من المصدرية والعمل ، وجوزه الكوفيون بالشرط نحو : أردت أن إن تزرني أزورك بالنصب ، مع تجويزهم الإلغاء أيضا ، وجزم أزرك جوابا.
ويجوز إهمال (أن) حملا على أختها ما المصدرية فيرفع الفعل بعدها ، وخرج عليه قراءة (أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) [البقرة : ٢٣٣] بالرفع ، وقيل : لا وأن المرفوع بعدها الفعل مخففة من الثقيلة لا المصدرية وعليه الكوفيون.
ولا يجوز الجزم ب : (أن) عند الجمهور ، وجوزه بعض الكوفيين قال الرؤاسي من الكوفيين : فصحاء العرب ينصبون بأن وأخواتها الفعل ، ودونهم قوم يرفعون بها ، ودونهم قوم يجزمون بها ، وأنشد على الجزم :
٩٩٨ ـ أحاذر أن تعلم بها فتردّها
وممن حكى الجزم بها لغة من البصريين أبو عبيدة واللحياني ، وزاد أنها لغة بني صباح ، ثم لما كانت أن مع معمولها في تقدير الاسم تسلط عليها العامل المعنوي واللفظي فتقع مبتدأ نحو : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤] ، وخبر مبتدأ نحو : الأمر أن تفعل
__________________
٩٩٧ ـ الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢ / ٢٨١ ، والخزانة ٨ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، ٤٣٢ ، والمحتسب ٢ / ٣١٠ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٤٣ ، وتقدم الشاهد برقم ٢٨٦ ، ٣٦٠.
٩٩٨ ـ البيت من الطويل ، وهو لجميل بثينة في ديوانه ص ٢٢٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٩٨ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٢٧ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٥٢ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٨٩.