على أن واو (مع) عطف في الأصل ، ولا حيث تمحض معنى العطف ؛ لأن دخول معنى المفعول به هو الذي سوغ خروجه بما يقتضيه العطف من المشاكلة التي تؤثرها العرب على غيرها إلى النصب.
وسواء صلح فيه العطف حقيقة نحو : جاء البرد والطيالسة ؛ لأن المجيء يصح منهما ، أو مجازا نحو : سار زيد والنيل ؛ إذ يصح عطفه على المجاز من جهة أنه لا يفارق زيدا في حال سيره كما لا يفارقه من سايره ، وقال المبرد والسيرافي : يقاس فيما كان الثاني مؤثرا للأول وكان الأول سببا له نحو : جاء البرد والطيالسة ، فالبرد سبب لاستعمال الطيالسة ، وجئت وزيدا ، أي : كنت السبب في مجيئه ، وقال ابن هشام الخضراوي : الاتفاق على أن هذا مطرد في لفظ الاستواء والمجيء والصنع وفي كل لفظة سمعت ، وينبغي عندي أن يقاس على ما سمع ما في معناه وإن لم يكن من لفظه فيقاس (وصل) على (جاء) ، و (وافق) على (استوى) ، و (فعلت) على (صنعت) وكذا ما في معناه ، وما ليس من ألفاظها ومعانيها لا ينبغي أن يجوز انتهى.
ناصب المفعول معه :
(ص) وناصبه ما سبقه من فعل أو شبهه ، وقيل : الواو ، وقال الزجاج : مضمر بعدها ، والكوفية : الخلاف ، والأخفش : انتصب انتصاب الظرف ، والأصح ينصبه المتعدي و (كان) لا معنوي كإشارة.
(ش) في ناصب المفعول معه أقوال :
أحدها : وهو الأصح أنه ما تقدمه من فعل أو شبهه نحو : جاء البرد والطيالسة ، واستوى الماء والخشبة ، وأعجبني استواء الماء والخشبة ، والناقة متروكة وفصيلها ، ولست زائلا وزيدا حتى فعل ، وسواء في الفعل المتعدي أو اللازم عند الأكثرين نحو : لو خليت والأسد لأكلك ، ونحو : لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها.
وقال قوم : لا يكون إلا مع غير المتعدي ؛ لئلا يلتبس بالمفعول به ، فلا يقال : ضربتك وزيدا على أنه مفعول معه ، وهل يكون مع كان الناقصة؟ خلاف قال قوم : لا ؛ لأنه ليس فيها معنى حدث تعدى بالواو ، والجمهور : نعم ؛ لأن الصحيح أنها مشتقة ، وأنها تدل على معنى سوى الزمان ، وقد قال الشاعر :