يقال لها جيان (١) فيما يقول أهل أصبهان إدارة. ولأهل أصبهان مياه كثيرة من أودية وعيون تجري إلى الأهواز من أصبهان إلى تستر (٢) ، ثم إلى مناذر (٣) الكبرى ، ثم إلى مدينة الأهواز.
وافتتحت أصبهان سنة ثلاث وعشرين ومبلغ خراجها عشرة آلاف درهم ، ولها من الرساتيق : رستاق جي وفيه المدينة ، ورستاق برآن (٤) ، وأهلها دهاقين لا يخالطهم غيرهم ، ورستاق برخار (٥) فيه قوم من الدهاقين أيضا ، ورستاق رويدشت (٦) وهو الحد بين أصبهان وبين كورة من كور فارس يقال لها : يزد (٧) ،
__________________
ـ من صاحبه ، فأظهر إسلامه ، وكان قوي الجسم ، صحيح الرأي ، عالما بالشرائع وغيرها ، وهو الذي دلّ المسلمين على حفر الخندق ، في غزوة الأحزاب ، حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار ، كلاهما يقول : سلمان منا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : «سلمان منا أهل البيت» ، وسئل علي فقال : امرؤ منا وإلينا أهل البيت! من لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم العلم الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا ، وجعل أميرا على المدائن ، فأقام فيها إلى أن توفي سنة ٣٦ ه / ٦٥٦ م وكان إذا خرج عطاؤه تصدّق به ، ينسج الخوص ويأكل خبز الشعير من كسب يده ، له في كتب الحديث ٦٠ حديثا.
(١) جيان : مدينة لها كورة واسعة بالأندلس تتّصل بكورة ألبيرة بينها وبين قرطبة سبعة عشر فرسخا ، وهي كورة كبيرة تجمع قرى كثيرة وبلدانا. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٢٢٦).
(٢) تستر : أعظم مدينة بخوزستان اليوم ، وهو تعريب شوشتر ، وقال الزجاجي : سميت بذلك لأن رجلا من بني عجل يقال له تستر بن نون افتتحها فسمّيت به وليس بشيء ، والصحيح ما ذكره حمزة الأصبهاني قال : الشوشتر مدينة بخوزستان ، تعريب شوش بإعجام الشينين ، ومعناه النزه والحسن والطيّب واللطيف. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٣٤).
(٣) مناذر : إن كان عربيا فهو جمع منذر ، وهو من أنذرته بالأمر أي أعلمته به ، والأصح أنه أعجمي ، قال الأزهري : اسم قرية واسم رجل ، هو محمد بن مناذر الشاعر ، والمناذر بلدتان في نواحي خوزستان ، مناذر الكبرى ومناذر الصغرى أول من كوره وحفر نهره أردشير بن بهمن الأكبر بن أسفنديار بن كشتاسب ، وهي كورة من كور الأهواز. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٣٠).
(٤) برآن : قرية من نواحي أصبهان ، منها أبو بكر ذاكر بن محمد بن عمر بن سهل الجاري البرآني. (معجم البلدان ج ١ / ص ٤٣١).
(٥) برخار : أو برخوار من نواحي أصبهان تشتمل على قرى عدّة. (معجم البلدان ج ١ / ص ٤٤٦).
(٦) رويدشت : قلعة حصينة من أعمال أذربيجان قرب تبريز. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١١٩).
(٧) يزد : مدينة متوسّطة بين نيسابور ، وشيراز ، وأصبهان ، معدودة في أعمال فارس ، ثم من كورة إصطخر ، بينها وبين شيراز سبعون فرسخا ، يصنع فيها الحرير السندس في غاية الحسن ـ