والصّيمرة (١) أخذ ذات اليمين عند عبوره جسر النهروان فسار ست مراحل إلى مدينة ماسبذان ، وهي مدينة يقال لها السيروان جليلة القدر عظيمة واسعة بين جبال وشعاب.
وهي أشبه المدن بمكة وفيها عيون ماء منفجرة تجري في وسط المدينة إلى أنهار عظام تسقي المزارع ، والقرى ، والضياع ، والبساتين على مسافة ثلاثة أيام.
وهذه العيون حارة في الشتاء ، باردة في الصيف ، وأهل هذه المدينة أخلاط من العرب والعجم.
الصّيمرة (٢)
ومن مدينة السيروان (٣) إلى مدينة الصّيمرة وهي مدينة كورة تعرف بهمرجان قذق مرحلتان.
ومدينة الصّيمرة في مرج أفيح (٤) فيه عيون وأنهار تسقي القرى ، والمزارع ، وأهلها أخلاط من الناس من العرب والعجم من الفرس والأكراد.
__________________
ـ حسنة واسعة ذات مدن ، وقرى قرب الصيمرة من نواحي الجبل عن يمين القاصد من حلوان العراق إلى همذان في تلك الجبال. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٦٩).
(١) الصّيمرة : بالفتح ، كلمة أعجمية وهي موضعين : أحدهما في البصرة على فهم نهر معقل ، وفيها قرى عدّة تسمّى بهذا الاسم ، جاءهم في حدود سنة ٤٥٠ ه ، رجل يقال له ابن الشبّاس ، فادّعى عندهم أنه إله ، فاستخفّ عقولهم بترّهات فانقادوا له وعبدوه. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٩٨).
(٢) ينسب إلى هذه المدينة قوم من أهل العلم والفضل والدين والصلاح ، منهم : أبو عبد الله الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الصيمري ، من أصحاب الإمام أبي حنيفة. ومنهم : أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين الصيمري الفقيه الشافعي ، وكان حافظا لمذهب الإمام الشافعي ، حسن التصنيف فيه. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٩٩).
(٣) السّيروان : بكسر أوله ، قال الأديبي : بلد بالجبل ، وقال غيره : السيروان كورة بالجبل ، وهي كورة ماسبذان ، وقيل : بل هي كورة برأسها ملاصقة لماسبذان ، قال أبو بكر بن موسى : هي من قرى الجبل ، بلغ سعد بن أبي وقّاص أن الفرس قد جمعت وعليهم آذين بن الهرفران بعد فتح حلوان وأنّهم نزلوا بسهل فأنفذ إليهم ضرار بن الخطاب الفهري في جيش فأوقع بهم وقتل آذين. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٣٣٥).
(٤) أفيح : موضع بنجد. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢٧٦).