ومدينة المذار (١) على دجلة أيضا ، ومما يلي المذار كورة أيزقباذ (٢) والمدينة يقال لها فسى.
ومن واسط إلى البصرة في البطائح وإنما سميت البطائح لأنه تجتمع فيها عدة مياه ، ثم يصير من البطائح في دجلة العوراء ، ثم يصير إلى البصرة فيرسى في شط نهر ابن عمر (٣).
البصرة
والبصرة (٤) كانت مدينة الدنيا ومعدن تجاراتها وأموالها وهي مدينة مستطيلة تكون مساحتها على أصل الخطة التي اختطت عليها في وقت افتتاحها في ولاية عمر بن الخطاب في سنة سبع عشرة فرسخين في فرسخ فالباطنة منها وهي الجانب الذي يلقى
__________________
ـ منها جماعة من العلماء والشعراء والكتاب والوزراء. (معجم البلدان ج ٢ / ص ١٤٣).
(١) عبدسي : هو تعريب أفداسهي ، وهو اسم مصنعة كانت برستاق كسكر. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٨٧).
(٢) المذار : وهي عجمية ، والمذار في ميسان بين واسط والبصرة ، وهي قصبة ميسان ، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام ، فتحها عتبة بن غزوان في أيام عمر بن الخطاب بعد البصرة. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٠٤).
(٣) نهر ابن عمر : نهر بالبصرة منسوب إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، وهو أول من احتفره ، وذلك أنه لما قدم البصرة عاملا على العراق من قبل يزيد بن الوليد بن عبد الملك شكا إليه أهل البصرة ملوحة مائهم فكتب بذلك إلى يزيد بن الوليد فكتب إليه : إن بلغت النفقة على هذا النهر خراج العراق وما كان في أيدينا فأنفقه عليه ، فحفر النهر المعروف بنهر ابن عمر.(معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٦٤).
(٤) البصرة : البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقلع وتقطع حوافر الدواب ، وقيل : البصرة ، حجارة رخوة فيها بياض ، وقال ابن لأعرابي : البصرة حجارة صلاب ، قال : وإنما سميت بصرة لغلظها وشدّتها. وقال الجاحظ : بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في غيرها من البلدان ، منها : أن عدد المدّ والجزر في جميع الدهر شيء واحد فيقبل عند حاجتهم إلى ويرتدّ عند استغنائهم عنه ، لا يبطئ عنها إلا بقدر هضمها واستمرائها وحجامها واستراحتها ، لا يقتلها غطسا ولا غرقا ولا يغبّها ظمأ ولا عطشا ، يجيء على حساب معلوم وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة ، يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في نقصانه فلا يخفى على أهل الغلّات متى يتخلّفون ومتى يذهبون ويرجعون بعد أن يعرفوا موضع القمر وكم مضى من الشهر ، فهي آية وأعجوبة ومفخرة وأحدوثة. (معجم البلدان ج ١ / ص ٥٢٠).