الثاني : وجود
فجوة بين التفاسير والأحاديث المأثورة عن النبيّ وأهل البيت ـ عليهم السلام ـ اللهمّ
إلّا تلك التي تهتمّ بصورة مباشرة بتفسير آية كريمة ، علما بأنّ كلّ أحاديث الرسول
وأهل بيته في الواقع تفسير للقرآن ، فليست سوى انعكاس نور الوحي على أفئدتهم ، فلا
بدّ إذا أن نبحث عن منهج جديد لتوصيل التفسير بهذا الرافد العظيم من الروايات
الشريفة ، ولكن كيف؟
إنّما بإلغاء
قيد اللفظ منها والتوجّه إلى المعاني ، فعند ما نستوحي من آية كريمة حقيقة نبحث في
النصوص عمّا يتّصل بها من بصائر توضيحية فنثبتها في تفسير تلك الاية لتتكامل
المعنى .. مثلا عند ما نبحث عن آية كريمة تبصّرنا بدور العلم والعلماء نثبت في
توضيحها وتفسيرها نصوصا مأثورة حول العلم ، بغضّ النظر عن ورودها حول تلك الاية أم
لا ، لانّها بالتالي تفسير للآية سواء ذكرت فيها الاية أم لا ..
وبالذات
الادعية المأثورة التي هي بحقّ كنوز المعارف الاسلامية ، وهي بالتالي قبسات من نور
الوحي تجلّت على ألسنة سادة العرفاء الميامين النبيّ وأهل بيته الهداة عليهم
السلام. أفلا ينبغي أن نستفيد منها في تفسير آيات العرفان التي هي نصف القرآن أو
تزيد؟
كلّ ذلك دفعني
والاخوة إلى تأسيس (دار الهدى) التي تعني بهدف تأليف تفسير موسّع يعتمد على
الأحاديث المأثورة بالمنهج الأنف ذكره (الاهتمام بالمعاني) ، والاسم الذي أفضّله
لهذا التفسير إن خرج إلى النور هو : (من بيّنات القرآن) ليكون تفصيلا لهذا التفسير
(من هدى القرآن).
وقد شقّت دار
الهدى طريقها بين غابة من الأشواك ، لانّنا كنّا بحاجة إلى تربية بعض الاخوة على
استخراج النصوص من مختلف المصادر ، وعلى فهم عميق للآية المفسّرة في إطار تفسيرنا (من
هدى القرآن) ، ولصعوبة العمل ، وقلّة